لوين يا جبران عا مهلك (بقلم ليبان صليبا)
وقّع رئيس الحكومة جميع التعيينات والتشكيلات التي وصلت إليه من جميع الوزارات ومعظمها موضع خلاف بعضها مستجد وبعضها الآخر معلّق منذ حكومتين أو أكثر ومعظمها كان متوقفاً بسبب الوزير السابق جبران باسيل، وأصبحت هذه التعيينات على طاولة رئيس الجمهورية، وعلينا أن ننتظر موقفه من توقيعها أو عدمه…
من جهته رئيس الجمهورية رفع التحدي في وجه من يطالبون بإلغاء مشروع سد بسري وأعلن موقفاً متصلّباً حول ضرورة استكماله ونهائيته مع ورود أنباء حول عدم اعتراض الجهة المانحة لتغيير وجهة استخدام القرض الممنوح…
من ناحية ثانية، أعلن النائب ابراهيم كنعان عن تجاوب رئيس الجمهورية مع طلبه الشخصي، وليس مطلب التيار، لإقرار مبلغ ٤٥٠ مليار ليرة للمستشفيات…
هذه الإشارات المتناقضة توحي بأن هناك قوة أعظم من الرئاسة والحكومة تقوم بدور الناظم للحياة السياسية بتدخّل مباشر، وطبعاً المقصود هو حزب الله…
أما الإشادة العونية بالقرارات فلا تعدو كونها ذرّاً للرماد في العيون لأنها في مضمونها تعكس تجاوزاً لجبران باسيل، فليست القوات التي أوقفت التعيينات رغم اعتقادها بضرورة الحفاظ على التوازن واحترام حقوق الطوائف طالما النظام اللبناني قائم على هذا الأساس ولكن القوات لا توافق على مبدأ التعطيل الذي يمارسه التيار وأن المعالجة ممكنة بأسلوب آخر…
كما أن القوات ليست هي من عرقل منح المستشفيات حقوقها ولا توافق مطلقاً على الإبتزاز والإستثمار السياسي في مقاربة حقوق وواجبات الدولة…
موقف رئيس الجمهورية في السماح بتسديد أموال المستشفيات يطرح سؤالاً حول أسباب عدم التسديد قبل وصول الأزمة إلى شفير الإقفال والإفلاس والإقفال الفعلي لمستشفى سيدة لبنان، وهنا لا بد من الإشارة إلى ابتزاز آخر تعرّض له مستشفى قرطبا لتسجيل نصر آخر وشخصي للنائب سيمون أبي رميا وليس للتيار…
كما أن موقف رئيس الجمهورية المتشنّج من مسألة سد بسري يطرح أيضاً تساؤلات حول الأسباب الفعلية التي توحي بوجود التزامات وصفقات غير معلنة بين التيار والشركات المتعهدة للتنفيذ…
الوقائع والتطورات توحي بعملية قصقصة لأجنحة التيار في الدولة بعد الفشل الذريع في تحقيق أي إنجاز في مقابل تحقيق مكاسب فئوية، وتحجيم جبران باسيل قد يكون خطوة باتجاه الثورة والإستغناء عنه في مرحلة قادمة وبذلك يكون باسيل ثمناً يضحّي به حزب-الله بعد أن تمادى في استغلال الدولة ومؤسساتها خدمة لشهوة السلطة…
أما التحركات الفردية لنواب التيار فهي توحي بمحاولات للقفز من سفينة التيار قبل قبطانها هذه المرة!
ليبان صليبا
