إيران تحاصر الثورات و سليماني يمنع سقوط عون وعبد المهدي !
لطالما تفاخر المسؤولون السياسيون والعسكريون الإيرانيون وتباهو بسيطرتهم على العراق ولبنان وأن لا قرار يعلو فوق سلطتهم في هذين البلدين، فالسيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله هو ممثل ولاية الفقيه في لبنان وجيشه المكوّن من تنظيم حزب الله هو القوة التي تهيمن على الأمن والعسكر في هذا الوطن الصغير، أما في العراق، فإن قائد فيلق القدس قاسم سليماني هو الحاكم الفعلي لبلاد الرافدين، لا يغادر بغداد إلا قليلاً حتى يعود ليجد بانتظاره لاعقي المناصب من المسؤولين العراقيين بانتظاره يرجونه أن يمن بها عليهم بمناصب أعلى جزاء لخدماتهم المالية والأمنية والعسكرية، التي تصب كلها لصالح إيران و”حشدها المقدس” الذي يضارع حزب الله في ولائه لولي الفقيه خامنئي وممثله في العراق سليماني.
يخوض الحشد الشعبي معركته في العراق ضد المحتجين وهو في الجولة السابقة قتل حوالى 150 شخصاً وجرح الآلاف قنصاً في شوارع بغداد والبصرة، وغيرها، وكذلك في لبنان فقد انكفأ الجميع عن مواجهة المحتجين عدا حزب الله الذي وجّه مجموعاته شبه العسكرية باتجاه المتظاهرين للإشتباك معهم وتهديدهم تحت أعين أفراد الجيش وقوى الأمن الداخلي، ولو فصل هؤلاء بينهم وبين أنصار حزب الله المتنمرين لوقعت الواقعة، وابتلي اللبنانيون بالدم.
عهد الرئيس ميشال عون في لبنان وعهد عادل عبد المهدي في العراق ممنوع سقوطهما بأمر من حزب الله والحشد الشعبي وقاسم سليماني، فهذان العهدان عنوانان لهيمنة إيران على هذين البلدين، واذا كان عبد المهدي واستباقا لانطلاق التظاهرات في ساحة التحرير في بغداد أعلن اليوم، انه سيقوم باعادة هيكلة الحشد الشعبي لحصر السلاح في يد الدولة، فان الشعب العراقي لن يصدق هذا الاعلان بسبب تكراره للمرة الثالثة دون جدوى، فمليشيات الحشد باقية وتتمدد في العراق رغم أنف الجميع، حتى ولو أيدت المرجعية وباركت ما قرره رئيس الحكومة شكلا لا فعلا.
اما في لبنان فان ذراع ايران القوية حزب الله، ممسك بزمام هذا البلد الصغير بشكل كبير، حتى ان خصومه في الساحة السياسية اصبحوا في حالة ضعف يمنعهم من تشكيل اي حلف بعد ان حازوا على الاقلية في الانتخابات النيابية الاخيرة قبل عام، وبالتالي فان الحديث عن سلاح حزب الله ووجوب نزعه، وحتى طرح الاستراتيجية الدفاعية اصبح من الماضي.
يبقى ان التظاهرات في العراق ولبنان لا تستهدف هيمنة ايران على البلدين بشكل مباشر، ولكنها تستهدف المنظومات الفاسدة في البلدين اللتين ترتكز عليهما تلك الهيمنة، والتي لا غنى عنها لطهران من اجل استمرارها.
المصدر: جنوبية