معارض إيراني: غياب نظام خامنئي عن قمة شرم الشيخ تكريس لعزلته

*نظام الملالي استغل القضية الفلسطينية للتغطية علي أزماته الداخلية
*خامنئي يري أي استقرار في المنطقة بداية النهاية لنظامه
*العلاقات الأمريكية قائمة علي العداء في العلن والصفقات في الخفاء
*استهداف تل أبيب للبرنامج النووي الإيراني مجددا وارد جدا وبقوة
*أي حرب مع الكيان تشكل تهديدا وجوديا لنظام الملالي
*تقديم تنازلات لخامنئي يمنحه شرعية وقبلة حياة لا يستحقها
*آلية الزناد والعقوبات الأممية دفعتا الاقتصاد الإيراني للإنهيار
*خامنئي رد علي الهزائم الإقليمية بتصعيد الإعدامات والترهيب
أكّد نظام ميرمحمدي، الكاتب والباحث والناشط في مجال حقوق الإنسان وأحد أبرز المحامين الإيرانيين، أنّ النظام الحاكم في طهران يرفض أي مسارٍ نحو السلام في الشرق الأوسط لأن بقاءه يقوم على تصدير الأزمات وإشعال الحروب بالوكالة.
وأوضح في حوار له مع جريدة الأمة الإليكترونية أنّ علي خامنئي، خوفاً من انتفاضة شعبية داخلية، يواصل سياسة الإعدامات اليومية والقمع المنهجي لترهيب المجتمع والحفاظ على سلطته، ،
وأشارالناشط الحقوقي الذي قضي 20شهرا في سجون الملالي لدفاعه عن مجاهدي خلق إلي أنّ هذا النظام الاستبدادي لا ينتمي لعصرٍ حضاري ويجب أن يُطرد من المجتمع الدولي يؤكد أنّ خلاص الشعب الإيراني من القمع والتعذيب والإعدامات وتحسين أوضاعه المعيشية والاقتصادية وتحقيق السلام والاستقرار الإقليمي لا يتحقّقان إلا عبر الإطاحة بهذا النظام ونقل السلطة إلى الشعب الإيراني .
الحوار مع الحقوقي الإيراني البارز تطرق لقضايا عديدة نعرضها بالتفصيل في السطور التالية.
*لماذا يعارض النظام الإيراني حل الدولتين ويبدو متمسكا بتسويات رادبكالية الصراع لاتنهي مأساة الشعب الفلسطيني الذي لم يقدم له نظام الملالي دعما قيما طوال عقود؟
**منذ تأسيسه، استغلّ نظام ولاية الفقيه قضية فلسطين لتغطية أزماته الداخلية وإخفاقاته الإقليمية. رفضه لحلّ الدولتين لا علاقة له بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، بل هو محاولة للحفاظ على نفوذه في المنطقة عبر الميليشيات التابعة له وتصدير التطرف الديني.
فالشعب الفلسطيني، خلال أكثر من أربعة عقود، لم يتلقَّ من هذا النظام أي دعم حقيقي — لا اقتصادياً في ظل الحصار، ولا سياسياً في مسار إقامة دولة مستقلة.
حيث يريد يريد إبقاء القضية الفلسطينية في حالة توتر دائم ليظهر بمظهر “حامي المقاومة”، بينما يدفع الشعب الإيراني ثمن هذه الرياء بسياسة الفقر والقمع في الداخل.
*مثلت دعوة إيران للمشاركة في مؤتمر شرم الشيخ فرصة للنظام لكسر العزلة المفروضة فلماذا لم يلبى النظام الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر رغم امتداح ترامب لدور النظام في الوصول لوقف النار؟
**كان مؤتمر شرم الشيخ فرصة حقيقية للنظام ليخفّف من عزلته السياسية، غير أن امتناعه عن الحضور أظهر بوضوح أن علي خامنئي لا يريد أي تفاعل حقيقي مع المجتمع الدولي.
فخامنئي يرى في أي نقاش حول السلام والاستقرار تهديداً لبقائه. النظام لا يلجأ إلى التفاوض إلا عندما يستطيع من خلاله شراء الوقت أو الهروب من الضغوط الدولية.
أما إشادة الرئيس ترامب بدور محتمل لطهران في التهدئة، فلم تغيّر من جوهر النظام شيئاً، لأن القرارات في طهران تُتخذ وفق مصلحة بقاء سلطة ولاية الفقيه، لا مصلحة الشعب الإيراني..
*تتسم العلاقات بين واشنطن وطهران بالمد والجزرفلازال الكثيرون يستغربون نهاية الحرب مع إسرائيل وأمريكا وطهران بشكل يفتح الباب حول تساؤلات حول طبيعة هذه العلاقات؟
**العلاقة بين واشنطن وطهران قامت دائماً على الازدواجية: عداء في العلن وتفاهمات في الخفاء، وقد طرح انتهاء الحرب الأخيرة بين إسرائيل والنظام الإيراني طرح تساؤلات جدّية حول ماهية هذه العلاقة.
ومن وجهة نظر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فإن أي تساهل غربي مع النظام، سواء عبر المفاوضات أو التنازلات، يمنحه شرعية لا يستحقها، لأن هذا النظام بُني على الإعدام والإرهاب.
لقد أثبتت تجربة أكثر من أربعة عقود أن نظام ولاية الفقيه لا يتغيّر إلا بسياسة الحزم والصرامة في مواجهته.
*كثيرا ما تتحدث تقارير صحفية عن احتمالات معاودة إسرائيل استهداف البنية العسكرية النووية للنظام الإيراني فهل ان تميل لهذا الطرح وما خيارات النظام مع عودة الحرب مع إسرائيل مجددا؟
**احتمال استهداف إسرائيل للمنشآت العسكرية والنووية الإيرانية وارد جداً، لأن برنامج طهران النووي ذو طبيعة عسكرية هدفها ضمان بقاء الدكتاتورية وليس إنتاج الطاقة.
النظام يدرك أن أي مواجهة عسكرية مباشرة قد تهدد وجوده، ولذلك يكتفي بالتهديدات اللفظية والحروب بالوكالة.
وفي حال اندلاع حرب جديدة، سيكون النظام في وضع أكثر هشاشة من أي وقت مضى، لأن المجتمع الإيراني على حافة الانفجار، وأي صراع خارجي قد يشعل شرارة انتفاضة داخلية واسعة.
*مثلت عودة العقوبات الأممية وتفعيل آلية الزناد عودة الازمات الاقتصادية التي يعاني منها النظام والتي زادت من احتجاجات الإيرانيين علي تردي الوضع الاقتصادي فكيف سيتعامل النظام مع هذا ؟
**إعادة فرض العقوبات الدولية وتفعيل آلية الزناد دفعت اقتصاد النظام المنهار إلى حافة الانفجار. الفقر والبطالة والفساد المستشري غذّت موجات الغضب الشعبي والاحتجاجات الواسعة.
ومن شدة خوفه من الانتفاضة، لجأ خامنئي إلى القمع والإعدامات اليومية لترهيب المجتمع ومنع أي تحرك جماهيري.
ومع ذلك، حتى لو قدّم النظام بعض التنازلات في الملف النووي، فلن تُنقذه من أزمته الشرعية ولا من كراهية الشعب له.
*دائما ما تكتسب المعارضة الإيرانية أرضية جديدة دوليا اقليميا في إطار مساعيها لانهاء الكابوس الجاثم علي صدر الشعب الإيراني فما هي تصورات المجلس الوطني المقاومة الإيرانية لطي صفحة هذه النظام
يرى المجلس الوطني للمقاومة أن الخلاص الحقيقي للشعب الإيراني يكمن في إسقاط هذا النظام بالكامل وإقامة جمهورية ديمقراطية حرة، لا في إصلاحات شكلية أو صفقات مؤقتة مع الغرب.
منذ تأسيسه، قدّم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الحل الثالث: لا عودة إلى دكتاتورية الشاه، ولا استمرار لاستبداد الملالي، بل نعم لجمهورية حرة ديمقراطية علمانية.
برنامج النقاط العشر الذي طرحته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة، يقدّم خريطة طريق واضحة لمستقبل إيران: المساواة الكاملة بين المرأة والرجل، إلغاء عقوبة الإعدام، فصل الدين عن الدولة، والتعايش السلمي مع جميع الدول.
المقاومة الإيرانية تؤمن بأن التغيير الحقيقي سينبع من داخل المجتمع الإيراني نفسه، عبر شبكات المقاومة المنظمة التي تمثل صوت الشعب وإرادته.
*كيف تري تداعيات إعادة فرض العقوبات الأممية علي إيران وتفعيل آلية الزناد ؟
**إعادة فرض العقوبات الدولية وتفعيل آلية الزناد دفعت اقتصاد النظام المنهار إلى حافة الانفجار. الفقر والبطالة والفساد المستشري غذّت موجات الغضب الشعبي والاحتجاجات الواسعة.
ومن شدة خوفه من الانتفاضة، لجأ خامنئي إلى القمع والإعدامات اليومية لترهيب المجتمع ومنع أي تحرك جماهيري.
ومع ذلك، حتى لو قدّم النظام بعض التنازلات في الملف النووي، فلن تُنقذه من أزمته الشرعية ولا من كراهية الشعب له.
يرى المجلس الوطني للمقاومة أن الخلاص الحقيقي للشعب الإيراني يكمن في إسقاط هذا النظام بالكامل وإقامة جمهورية ديمقراطية حرة، لا في إصلاحات شكلية أو صفقات مؤقتة مع الغرب.
* تعرض النظام الإيراني الكوارث استراتيجية بدأت مع انهيار نظام الأسد ومعه حزب الله وتداعي محور المقاومة فهل انهي هذا نفوذ النظام الإقليمي وقطع اذرعه وكيف سيواجه هذه الخيارات الصعبة؟
**الهزائم المتتالية للنظام في المنطقة — من سوريا ولبنان إلى اليمن والعراق — تؤكد أن ما يُسمّى محور نفوذ ولاية الفقيه في حالة انهيار.
سقوط نظام الأسد تدريجياً وتراجع قوة حزب الله وجّه ضربة استراتيجية إلى الحرس الثوري وأذرعه الإقليمية.
هذا الوضع وضع النظام في عزلة غير مسبوقة، فيما تُقطع أذرعه في المنطقة واحدة تلو الأخرى.
وفي مواجهة هذا الانحسار، لا يجد خامنئي سوى تكثيف القمع في الداخل وسفك مزيد من الدماء.
لكن كما أثبتت التجربة، فإن تصعيد الإعدامات والرعب لن يطيل عمر النظام، بل يسرّع موته السياسي المحتوم.
مريم رجوي
*كيف تري مستقبل الأوضاع في إيران ؟
** الشعب الإيراني لم يعد يخاف من آلة القمع، وأن أصوات التغيير تتصاعد من كل المدن رغم الإعدامات اليومية وسياسة الترهيب.
فالنظام الحاكم يعيش أضعف مراحله منذ تأسيسه، بينما يتزايد الدعم الدولي لحقّ الشعب الإيراني في الحرية والديمقراطية..
ومن ثم فالعالم أمام مسؤولية أخلاقية وسياسية كبرى تتمثل في دعم نضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط نظام ولاية الفقيه وإقامة دولة حرة تحترم حقوق الإنسان وتعيش بسلام مع جيرانها والعالم..