حتى آخر علوي في سوريا

بقلم تادي عواد –
بعد فرار عائلة بشار الأسد إلى روسيا، انطلقت محاولات زرع الفتنة في سوريا عبر التحريض على التمرد بشتى الوسائل. سواء بالدعوة إلى مظاهرات أو دفع البعض لحمل السلاح ضد السلطة الجديدة، يسعى النظام السابق إلى جر البلاد نحو الفوضى وإشاعة حالة من عدم الاستقرار.
النظام السابق، الذي كان السبب الرئيسي في معاناة الشعب السوري ودماره لعقود طويلة، لم يكتفِ بما خلفه من خراب، بل يمضي اليوم نحو إشعال صراعات جديدة تهدد وجود الطائفة العلوية ذاتها. سيقاتل النظام بكم حتى “آخر علوي في سوريا”، لتكون نهاية طائفة استُغلت مرارًا وزُج بها في صراعات لم تكن تعنيها.
خطر الشائعات والقرارات غير المحسوبة
الإشاعات التي انتشرت مؤخرًا، مثل عودة ماهر الأسد، دفعت بعض أبناء الطائفة إلى اتخاذ قرارات كارثية، كحمل السلاح ومواجهة السلطة الجديدة، ما أسفر عن مقتل عدد منهم في مواجهات عبثية لا جدوى منها. هذه الحوادث تؤكد مجددًا أن الانجرار وراء التحريض والمغالطات لا يؤدي إلا إلى المزيد من الكوارث.
دعوة للعقل والتعقل
من الضروري أن يدرك أبناء الطائفة العلوية، كما الأقليات الأخرى، الحقائق بوضوح، وألا ينساقوا خلف صراعات عبثية لا تخدم سوى مصالح قادة النظام السابق. القرار يجب أن يكون واضحًا: الابتعاد عن هذه الفتنة المدمرة، والعمل على إعادة بناء سوريا والعودة إلى حياة طبيعية تحفظ كرامة الجميع.
الخيار الوحيد: السلام والتعايش
الحفاظ على ما تبقى من الكرامة والوجود لا يمكن أن يتحقق إلا بالتخلي عن السلاح ورفض التحريض. استمرار الانخراط في صراعات لا طائل منها سيحوّل أبناء الطائفة العلوية إلى ضحايا لمخططات لا تخدم إلا الخارج والقيادات الهاربة، التي لا تكترث بمصيرهم.
لا تسمحوا لأنفسكم أن تكونوا أدوات في أيدي من خان وطنه. القرار بين أيديكم: إما طريق السلام والتعايش، أو السير نحو دمار سيبتلع ما تبقى من أبنائكم.