ليست تيريزا بشيرا ولا كميلا .. (بقلم عمر سعيد)
يطالعنا من فترة لأخرى تاجر مديح من هنا وبائع كذب من هناك ، جاعلا من تيريزا مرة بشيرا ومرة كميلا.
هذا الكلام الهيدروجيني الذي لا يظهر انتفاخه إلا داخل المجسمات الورقية ، فيجعلها ترتفع عاليا ، يتقاذفها الهواء في كل اتجاه .
ولولا تلك الخيوط الرقيقة ، تثبتها في الأرض ، لما عرف الناس لها مكانا .
كل التيريزات تحيا بفعل عمليات الأقنعة وعمليات التجميل ، ولو أنها امتلك من الحقيقة أقل قليلها لما وضعت في محيطها كل هذه المرايا المزيفة .
لا أيها المتبجحون ، ليست تيريزا بشيرا ولا جميلا ، بل هي نذير قبح وشؤم ..
فالمصنوعون من انتفاخات السلكون لا يملكون دم الشهادة يسيل بشيرا ، وليس لهم إطلالات الرموز ليظهروا على الناس جمالا شبابي خالداً.
المصنعون من السليكون الكلامي ، يتثنون وفق الضغوط والظروف ، فيفقدون انتفاخههم أمام كل مواجهة ليستعيدوه في فراغات اللا تحدي.
ومن كرمته السماء بالشهوق صوبها قامة ودماً عبر التاريخ، يستحيل أن تكون المقارنة بينه وبين من قزمتهم مواقفهم وأفعالهم الفاسدة أكثر مما قزمتهم الطبيعة البيولوجية على الرغم من كل محاولات المغط السياسي التي يخضع لها .
إن عمق جذور بشير الجميل في قضية الوطن من عمق جذور الأرز في الباروك وصنين .
وهذه الجذور متحدة هي التي تثبت الوطن والجغرافيا التي يسعى الأقزام لتقاسمها مع ذئاب المصالح .
عمر سعيد