لبنان

لبنان… اشتباكات وإطلاق نار في ليلة ثانية من العنف

41 يوماً ولبنان على انتفاضته، اعتصامات واحتجاجات وقطع طرقات، وحراك شعبي يصل ليله بنهاره، مع ما يتعرض له من مضايقات ومواجهات تارة مع القوى الأمنية وتارة أخرى مع عناصر حزبية تابعة لـ “حزب الله” و”حركة أمل”، في موازاة أزمة مالية ونقدية خانقة، وأوضاع اجتماعية تهدد بسقوط البلاد في مزيد من الازمات المعيشية والصحية، في المقابل، السلطة السياسية في غيبوبة تامة، فهي لم تحرّك ساكناً للبدء في استشارات تكليف شخصية لرئاسة الحكومة العتيدة بعد استقالة الرئيس سعد الحريري، وتتصرف وكأن البلاد والعباد بألف خير…

اشتباكات وإطلاق نار

وذكرت “الوكالة الوطنية للأنباء” أن اشتباكات بين أنصار رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، من جهة، و”حزب الله” و”حركة أمل” من جهة ثانية، تطورت إلى إطلاق نار في منطقة الكولا ومحيطها في بيروت في وقت متأخر يوم الاثنين 25 نوفمبر (تشرين الثاني). وكانت مواكب من الدراجات النارية قد انطلقت من طريق الجديدة والضاحية الجنوبية، وعمل الجيش والقوى الأمنية على الفصل بين الطرفين وقطع الطرقات في المحلة.

وأصدر “تيار المستقبل” الذي يتزعمه الحريري بياناً نصح فيه مؤيديه بعدم المشاركة في أي تحركات احتجاجية والابتعاد عن أي تجمعات كبيرة بهدف “تجنب الانجرار وراء أي استفزاز يراد منه إشعال الفتن”.

أعلام “حزب الله” و”حركة أمل”

وشوهدت مجموعات من الرجال على دراجات نارية، بعضهم يرفعون أعلام حركتي “حزب الله” و”أمل”، تجوب شوارع بيروت وذلك وفقاً لتسجيلات فيديو بثتها وسائل إعلام لبنانية وروايات شهود.

وكان أنصار الحزب والحركة هاجموا، ليل الأحد الاثنين، المتظاهرين، الذين أغلقوا جسر الرينغ في وسط بيروت، وحطموا واجهات المتاجر والعديد من السيارات، وتدخل الجيش والقوات الأمنية للفصل بين الطرفين بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

مسار دموي؟

وتنذر الاشتباكات، التي تقع في ثاني ليلة على التوالي من أعمال عنف مرتبطة بالأزمة السياسية في البلاد، بتحويل التظاهرات التي يغلب عليها الطابع السلمي إلى مسار دموي. وقام أنصار الحزب والحركة أيضاً بإزالة خيام للمحتجين في مدينة صور، جنوب البلاد، وأشعلوا فيها النيران ما دفع قوات الأمن للتدخل وإطلاق النار في الهواء.

عون سيحدد موعد الاستشارات فور اكتمال المشاورات

وفي مقابل هذا الغليان الأمني، لا جديد على الخط السياسي المتعلق بتشكيل حكومة جديدة، وفي هذا السياق، أكدت أوساط رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ أنه يتابع مشاوراته على صعيد تحديد موعد ​الاستشارات ​ الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديد، ويواكب حركة الاتصالات الجارية بين “حركة أمل” و”حزب الله” ​والرئيس ​ الحريري​.

الحريري ثابت على موقفه

في المقابل، نفت أوساط الحريري علمها بـ “توجه رئيس الجمهورية إلى تحديد موعد ​الاستشارات هذا الأسبوع”، مركزة على أن “ما يتصل بالاستشارات المُلزمة هي من اختصاص رئيس الجمهورية، ولا علم لنا بما يحضره الرئيس عون في هذا المجال، وعندما يحدد الرئيس موعد الاستشارات سيُبنى على الشيء مقتضاه بالتأكيد”.

وتؤكد أوساط الحريري أن موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال ​معروف من البداية، وهو تفضيله تشكيل حكومة اختصاصيين، وهو ثابت على هذا الموقف.

أسوأ ازمة اقتصادية

وانفجرت الاحتجاجات التي تجتاح لبنان منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) نتيجة استياء عميق تجاه النخبة الحاكمة التي يقول المحتجون إنها غارقة في الفساد والسبب في دفع البلاد نحو أزمة اقتصادية.

وسعى أنصار “أمل” و”حزب الله” بين الحين والآخر لفضّ التظاهرات وتطهير الطرق التي أغلقها المحتجون، ودمر مؤيدو الحركتين مخيماً رئيسياً للاحتجاجات في وسط بيروت الشهر الماضي. ويواجه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

المصدر : اندبندنت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى