بالأرقام: السّاحة الطالبية “قوّات”
أظهرت الإنتخابات الطالبية في جامعة القديس يوسف، الإنقسام الحادّ الذي تعيشه السّاحة السياسية في لبنان، حيثُ جرت المنازلة الكبرى في كلّيات الفروع الثلاث: الشمال، بيروت وزحلة.
الصّراع الطلّابي الذي تُرجِمَ منافسة فعليّة بين فريقيّ “القوّات اللبنانيّة” و”المستقبل” من جهّة و”التيار الوطنيّ الحرّ” و”حزب الله” من جهّة أخرى، اشتدّ حماوةً في الكلّيات ذات الطابع المسيحي أكان في زحلة أو في بيروت بين كلّ من طلّاب “القوّات” و”التيّار”.
حصدت “القوّات اللبنانيّة” وحلفاؤها ١٨ كليّة (١٢٨ مقعداً) من أصل ٣٣، بينما نال فريق “التيار” وحلفاؤه ٨ كلّيات (١٠٤ مقاعد)، وتقاسم بقية الكليات كلّ من المستقلين (٦ كلّيات – ٥٣ مقعداً) وتيار العزم كلّية واحدة (٣ مقاعد).
حرم العلوم الاجتماعية “هوفلان” أفرز انتصاراً بارزاً لـ”الجيل القواتي الجديد” على خصمه المباشر أيّ “شباب التيار” حيثُ استطاعت أصوات الطّلاب القواتيين من الفوز بالكليات الثلاث مع العلم أنَّ المعركة “المسيحية” هنا غير متكافئة كون طلّاب التيار الوطني الحر مُدعّمون برافعة حليفهم حزب الله البالغة ٢٠٥ طالب شيعي.
بينما المعركة الأكثر تميّزاً من حيثُ التحالفات والنتائج كانت في حرم الجامعة في زحلة، حيثُ شهدت تحالفاً رُباعياً بين “المستقبل” و”التيار” وحزب الله وحركة أمل بمواجهة “القوات اللبنانية” منفردةً، التي استطاعت من حصد تأييد ٦٥٪ من أصوات الطلّاب ففازت بمقعدين مقابل مقعدين لـ”الرباعي”، مع العلم أنَّ النظام الذي اعتُمدَ كان “النسبية”، ما يؤكّد قدرة “القوّات” على التقدّم على تحالف الأحزاب الأربعة وحصد كافّة “المقاعد الزحلاوية” لو جرت الانتخابات وفق “الأكثري”.
النتائج الطّالبية أكبر دليل على المستقبل السياسي والشعبي الذي سيحكم اللعبة السلطوية والجماهيرية في لبنان وتحديداً في القالب المسيحي، فهل من يقرأ ويأخذ العِبَر؟
المصدر : السياسية