تصاعد التهديدات الاستخباراتية للنظام الإيراني في فنلندا وضرورة التعامل الحازم من الغرب

أعلنت وكالة الاستخبارات والأمن الفنلندية (سابو) مؤخراً في تقرير رسمي عن زيادة كبيرة في عمليات التجسس والإجراءات العدائية التي يقوم بها النظام الإيراني ضد فنلندا. وهذه هي المرة الأولى التي تدرج فيها سابو اسم إيران علناً ضمن قائمة الدول المشتبه بها في تنفيذ أنشطة تجسسية على أراضي فنلندا، وهو ما يعكس تصاعد المخاوف الأمنية في ظل تدهور العلاقات بين طهران والدول الغربية، وخاصة فنلندا.
صرح المتحدث باسم سابو بأن «تهديدات التجسس في دول منطقة النوردك قد ازدادت بشكل عام». وأكد التقرير أن النظام الإيراني يركز بشكل خاص على الإيرانيين المقيمين في فنلندا، ولا سيما الناشطين السياسيين والمدنيين المعارضين للحكومة، مستخدماً أساليب متعددة مثل التجسس البشري، التنصت، تتبع الاتصالات، وحتى التهديد المباشر لقمع الأصوات المعارضة. وتأتي هذه الإجراءات ضمن سياسة أوسع لطهران تهدف إلى الحفاظ على السلطة ومواجهة المعارضة.
تأتي هذه التحركات الاستخباراتية في إطار نمط أوسع من الأنشطة العدائية للنظام الإيراني في أوروبا ومنطقة النوردك، حيث برزت دول أخرى مثل روسيا والصين أيضاً بنشاط متزايد في مجال التجسس والعمليات المعلوماتية. وقد دفع هذا فنلندا ودول أوروبية أخرى إلى رفع مستوى التأهب الأمني وتعزيز الإجراءات الوقائية.
دعم واسع من برلمانات أوروبية للمقاومة الإيرانية وضرورة الحزم
في السياق ذاته، أعلن أكثر من 300 نائب برلماني من دول مثل ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، هولندا، النرويج، آيسلندا، مالطا، رومانيا، أيرلندا وغيرها، دعمهم القوي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) خلال مؤتمر «إيران الحرة 2025» الذي عقد في باريس يوم 31 مايو 2025. وأكد هؤلاء النواب على دعمهم لخطة المجلس المكونة من عشر نقاط لإقامة جمهورية ديمقراطية، علمانية وخالية من الأسلحة النووية، معتبرين إياها البديل المناسب للنظام الثيوقراطي الحالي.
في بيانات رسمية، أدانت البرلمانات انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة في إيران، بما في ذلك الإعدامات المتكررة وقوانين القمع مثل قانون «الحجاب والعفاف». وأكدت أن سياسة المهادنة مع النظام الإيراني فشلت، وأن استمرارها لا يساهم في حل الأزمة بل يزيد من المخاطر الأمنية على أوروبا والعالم.
شدد النواب الأوروبيون على ضرورة تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، ودعم وحدات المقاومة الإيرانية في مواجهتها لهذه القوة القمعية. وحذروا من أن عدم اتخاذ موقف حازم تجاه تهديدات النظام وإجراءاته العدائية قد يؤدي إلى عواقب أمنية وسياسية خطيرة في المستقبل القريب.
الخلاصة: ضرورة تبني سياسة حازمة ومنسقة
يجمع تقرير سابو حول تصاعد عمليات التجسس الإيرانية في فنلندا، مع الدعم الواسع من برلمانات أوروبا للمقاومة الإيرانية والتأكيد على ضرورة مواجهة النظام بحزم، على رسالة واضحة ومهمة: حان الوقت لأن تتخلى الدول الغربية وخاصة أوروبا عن سياسة المهادنة والتساهل، وأن تتعامل مع تهديدات طهران بلغة الحزم والجدية.
إن إدراج الحرس الثوري في قوائم المنظمات الإرهابية، وتشديد العقوبات، والدعم العلني للبديل الديمقراطي في إيران، لن يعزز فقط حركة الحرية داخل إيران، بل سيضمن أيضاً أمن واستقرار أوروبا. أما استمرار سياسة المهادنة فقد يؤدي إلى توسع نفوذ النظام وأنشطته التخريبية داخل الأراضي الغربية، مما يهدد الأمن السياسي والاستراتيجي بشكل كبير.
لذا، فإن تبني نهج حازم ومنسق يقوم على دعم حقوق الشعب الإيراني والمقاومة الديمقراطية هو المفتاح لتجاوز الأزمة الراهنة ومنع تداعيات خطيرة في المستقبل.