وأخير سيحتفل حزب الله بانتصاره الإلهي (بقلم عمر سعيد)
وأخير سيحتفل حزب الله بانتصاره الإلهي
سينتصر حزب الله..
سينتصر انتصاره الالهي المقدس، وسيخلده التاريخ.
ولكن على من سينتصر ؟!
سينتصر على مساكين، سلحهم زعيمهم ببيض الفري، ليواجهوا الإمبريالية الصهيونية.
سينتصر على جائعين، ركبوا دولاباً مشتعلا، ليلحقوا رغيف الخبز.
سينتصر على عاطلين عن العمل، يفتشون عن فرصة للحياة ليلاً في شوارع، تغص بالصراخ اللامجدي.
سينتصر على من كابروا، وعزت عليهم دموعهم، فهاموا على وجوههم في ساحات تختنق بالغاز المسيل للدموع .
سينتصر على أطفال السفارات ونسائها، بعد أن رابطوا في خنادق التعب شهورا مسلحين بالأمل والمحاولات اليائسة.
سينتصر على سائق التاكسي والعامل اليومي، على بائع غزل البنات وقنينة المياه، على بائع عقد الزهور وصاحب بسطة، ركنها في ناصية خلت من الصباح.
سينتصر على أولئك الذين باتوا في خيمة، تحت جسر، وعلى رصيف، وفي هيكل سيارة سائبة، لعل الوطن يوقظهم.
سينتصر على مريض رفع لافتة، كتب عليها :
” لا أحتاج أكثر من ثمن الدواء ”
سينتصر على تلاميذ مدرسة، أفلسها انتصاره، وأغلاقها انتظاراً لهذا النصر المقدس.
سينتصر على أم، انتظرت ابنها عقود، لكنه غفا باكياً في ظلام سجون حليفه الغول.
سينتصر على أم، احتفظت بقميص ابنها الشهيد، ينتظر داخل إطار صورته منذ خمسين ولادة وطن، لن يأتي بغير سقوطه من جديد.
سينتصر على أهله، الذين تركهم عند حواجز مقاومته، في شوارع الأمس، يبحثون في جيوبهم عن ألف ليرة، لإمداده بالسلاح.
سينتصر على الذين خسروا مدخرات أعمارهم في بنوك، حمى بسلاحه سارقيها.
سينتصر على وطن هزمه بحروبه الدونكيشوطية، في أرجاء هذا الشرق الذي يتوسل النوم منذ قرون.
سينتصر، وسيحتفل بانتصاره المقدس..
وسيقيم صلاته في قدس، لم يكن العبور إليها ممكناً بغير طحن عظام كل هؤلاء العزل المساكين الجائعين البائسين الفقراء في وطنهم، الذي ما عاد يصلح لغير البكاء والحزن.
عمر سعيد