تفاصيل العملية … هؤلاء الذين قتلوا مع سليماني في عملية “البرق الأزرق”
في التفاصيل المتوافرة، أعلن الحشد الشعبي العراقي أنّ نائب رئيسه أبو مهدي المهندس والجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قتلا فجر الجمعة الثالث من يناير (كانون الثاني) في بغداد في “غارة أميركية” استهدفت موكباً تابعاً للحشد، وهو تحالف فصائل مسلّحة موالية بغالبيتها لطهران ومنضو رسمياً في القوات الحكومية العراقية.
وقال الحشد الشعبي في تغريدة على حسابه في موقع تويتر “يؤكّد استشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الحاج أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس قاسم سليماني بغارة أميركية استهدفت عجلتهم على طريق مطار بغداد الدولي”.
وكان مصدر أمني عراقي أعلن أن موكب سيارات يتبع للحشد تعرض أثناء مروره قرب مطار بغداد الدولي ليل الخميس الجمعة لقصف صاروخي أسفر عن سقوط ثمانية قتلى، بينهم شخصيات مهمة.
تفاصيل العملية
وبدأت العملية، فجر الجمعة، حيث استهدفت طائرات عدداً من قيادات وأعضاء في الحشد الشعبي، أثناء خروجهم من مطار بغداد، برفقه وفد غير عراقي، وأشارت الأنباء إلى تواجد بعض من القيادات الإيرانية من الحرس الثوري في المطار.
واستهدفت الضربات الأميركية المكان بقصف صاروخي تسبب بمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، والرجل الثاني بميليشيا الحشد أبو مهدي المهندس، ومسؤول مديرية العلاقات في الحشد محمد الجابري، ومسؤول الآليات حيدر علي، وغيرهم، فضلاً عن عدد آخر من القتلى لم يتم التعرف إليهم حتى الآن.
كوثراني من بين القتلى؟
وافيد أيضا بان القيادي في “حزب الله” اللبناني محمد كوثراني من بين القتلى.
وكان التلفزيون العراقي الرسمي أول من أعلن صباح الجمعة مقتل نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس قاسم سليماني في قصف استهدف موكبهما قرب مطار بغداد.
وأعلن الحشد الشعبي في العراق صباح الجمعة مقتل خمسة من أعضائه بينهم مسؤول العلاقات بالحشد واثنان من الضيوف كانوا بسيارتين جرى استهدافهما بمطار بغداد الدولي، وقالت مصادر بالحشد الشعبي إن ممثلين عن الحشد كانوا يستقبلون “ضيوفا مهمين” في مطار بغداد حيث استقل الجميع مركبتين استهدفهما صاروخان.
من هو قاسم سليماني؟
ولد قاسم سليماني في مدينة قم عام 1957 وترعرع في قرية نائية تدعى “رابور”، في محافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، من أسرة فلاحية فقيرة، وكان يعمل كعامل بناء، ولم يكمل تعليمه سوى لمرحلة الشهادة الثانوية ثم عمل في دائرة مياه بلدية “كرمان” إلى أن انضم الى الحرس الثوري قبيل تأسيس هذا الجهاز الأمني العسكري الذي بدأ حملة تصفيات ضد معارضي مؤسس الجمهورية الإيرانية واضطلع بأدوار في الحرب الإيرانية العراقية.
وتدرّج قاسم سليماني في مناصب قيادية في الحرس الثوري الى أن عيّن قائداً لفيلق القدس، الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني، وتحول خلال السنوات الماضية إلى رمز للتدخل في البلدان المجاورة خصوصاً في سوريا والعراق.
وكان يصفه مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي بـ “الشهيد الحي” لكنه يصف نفسه بـ “الجندي المخلص لولي الفقيه.”
في نظر أنصاره ومعارضيه
ويعتبره أنصاره ومن بينهم مسؤولون إصلاحيون ومحافظون بطلاً قومياً يدير عمليات الحفاظ على سيادة البلاد في الخارج، لكن معارضيه يرون فيه عاملاً أساسياً في انعدام الأمن في المنطقة ولا سيما في العراق وسوريا واليمن من خلال دعم ميليشيات متعددة.
وفي وقت نشرت صور لحضوره في سوريا والعراق إلى جانب الميليشيات التي تدعمها إيران، وجّه المحتجون خصوصاً في التظاهرات التي جابت العراق أخيراً انتقادات واسعة لقاسم سليماني، وأطلقت شعارات متعددة ضده والتدخل الذي تقوده بلاده في العراق.
أبو مهدي المهندس
أبو مهدي المهندس واسمه الحقيقي، جمال جعفر محمد علي آل إبراهيم، مواليد 1954 في البصرة، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، لكنه يعتبر على نطاق واسع قائده الفعلي، وقد أدرجت الولايات المتحدة اسمه على قائمتها السوداء. دخل عام 1973 الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة المدنية وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1977 وحصل على الدكتوراه في الاختصاص نفسه.
ارتبط اسمه في ذاكرة العراقيين بمشاهد تعذيب أسرى الجيش العراقي في طهران عام 1985.
وفي عام 1985 اصبح عضواً في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ومارس عمله كسياسي في المجلس وعسكري في فيلق “بدر” ومن ثم قائداً للفيلق حتى أواخر التسعينات.
ويعد المهندس احد المطلوبين للسلطات القضائية الكويتية والأميركية والشرطة الدولية بعد اتهامه بتفجير السفارتين الاميركية والفرنسية في ثمانينات القرن الماضي.
وبعد تشكل الحشد الشعبي، تم اختيار المهندس كنائب لقائد الهيئة.
“حزب الله” العراقي
وتتّهم واشنطن تحديداً كتائب “حزب الله” العراقي، الفصيل المنضوي في الحشد الشعبي، بالوقوف خلف هجوم صاروخي استهدف قاعدة في شمال العراق وأدّى إلى مقتل متعاقد أميركي.
وليل الأحد، شنّت واشنطن غارات جوية على قواعد لكتائب الحزب أسفرت عن مصرع 25 من مقاتلي الفصيل الموالي لإيران.
وأثارت هذه الغارات استياء في العراق بلغ ذروته الثلاثاء بمهاجمة آلاف العراقيين المؤيدين لفصائل مسلحة موالية لإيران السفارة الأميركية في بغداد.
وانسحب المتظاهرون من محيط السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء الأربعاء، لكن هجومهم غير المسبوق الذي تخلله رشق السفارة بالحجارة وكتابة عبارات على جدرانها وإضرام النيران حولها، أثار مخاوف من أن يتحول العراق إلى ساحة لتسوية الخلافات بين إيران والولايات المتحدة.
المصدر : اندبندنت