بنما تسدد ضربة “موجعة” لنفط إيران الراكد
قررت السلطات البنمية حظر رفع علمها على متن سفن الشحن الإيرانية، امتثالا للعقوبات الأمريكية المفروضة في ثاني جولاتها على طهران منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وألغت السلطات البحرية البنمية المعروفة اختصارا بـ(آيه إم بي) تصاريح قرابة 60 سفينة شحن إيرانية تتيح رفع العلم البنمي على ظهرها خلال إبحارها في المياه الدولية، وفقا لوكالة أنباء فارس الإيرانية (شبه رسمية).
وذكرت “فارس” أن الرئيس البنمي خوان كارلوس فاريلا منح السلطات البحرية المحلية دعما قانونيا من خلال مرسوم جديد يخول لها إنزال العلم البنمي من السفن التي لديها ظروف خاصة، لا سيما المرتبطة بدعم الإرهاب.
ومن المقرر أن تزيد الخطوة الجديدة من جانب بنما، مصاعب طهران حيال تصريف شحنات نفطها الخام الراكد لديها في موانئ دولية منذ عدة أشهر، في ظل انخفاض الطلب العالمي عليه بشكل غير مسبوق تاريخيا.
وأصدرت قنصليات وسفارات بنما حول العالم تعميما يقضي برفض مدفوعات شركات وسفن الشحن الواردة من إيران، بينما يعد سجل علم بنما في مجال النقل البحري هو الأكبر دوليا، حيث تعمل أكثر من 8000 سفينة حول العالم تحت رايتها.
وسجلت الشركة الوطنية الإيرانية للناقلات النفطية (حكومية) قرابة 50 سفينة تحت سجل علم بنما، بعد رفع العقوبات عن طهران جزئيا عام 2016، عقب إبرام الاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة 5+1 قبل 4 سنوات.
وأظهرت البيانات الخاصة بالصادرات النفطية الإيرانية تراجعا بمقدار 60% بنهاية يناير/كانون الثاني الماضي، بعد سريان ثاني حزم العقوبات الأمريكية التي قلصت بشدة أنشطة شركات بناء السفن، والشحن البحري، والنقل النفطي فضلا عن الموانئ، خاصة التابعة منها للحرس الثوري الإيراني.
وأعلنت مجموعة “سي إم آ سي جي إم” الفرنسية، الثالثة في العالم للشحن البحري إنهاء تعاونها مع إيران امتثالا للعقوبات الأمريكية، في يوليو/تموز الماضي.
عند التاسع من مايو/أيار الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، أتبعها بتوقيع عقوبات اقتصادية بدأ تنفيذها اعتبارا من أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وعلى صعيد متصل، اعترف وزير النفط الإيراني بيجن نامدار زنجنه في تصريحات جديدة لوكالة إخبارية محلية بوجود مفاوضات لطهران خلف الكواليس مع شركات ودول أجنبية بغية تصدير النفط الخام الراكد لديها منذ أشهر.
ونقلت وكالة خانه ملت الإيرانية (تابعة للبرلمان) عن زنجنه وصفه لهذه المفاوضات بـ”السرية”، لافتا إلى أن الوقت قد يطول لبيع النفط الخام ومكثفات الغاز من خلال شركات قطاع الخاص في بورصة الطاقة المحلية، رغم طرح وزارته كميات من الذهب الأسود للتداول أسبوعيا، وفق قوله.