اخبار العالم

احتجاجات في مدینة رشت وسط أزمة المياه والكهرباء

 

شهدت مدينة رشت في إيران تجمعًا احتجاجيًا بارزًا يوم 6 أغسطس ۲۰۲۵ في ساحة “سبزه میدان”، حيث عبّر المواطنون عن غضبهم الشديد من أزمة انقطاع المياه والكهرباء المستمرة التي أثقلت كاهلهم، رافعين شعارات تُطالب بالحق الأساسي في الحصول على هذه الخدمات الحيوية. جاء هذا الاحتجاج في إطار موجة غضب شعبي واسعة في عدة مدن إيرانية بسبب تفاقم الأزمات البيئية والخدمية، التي أرهقت القطاعات الصناعية والحياة الاجتماعية.

 

أزمة المياه والكهرباء وأثرها الاجتماعي والاقتصادي في إيران

أدى تراجع منسوب المياه في السدود المحيطة بطهران، إلى جانب انقطاعات الكهرباء المتكررة والمطوّلة، إلى تعطيل الحياة اليومية للمواطنين وإحداث شلل شبه كامل في عدد من المحافظات. هذا الواقع تسبب بأضرار مادية جسيمة للقطاع الصناعي الذي يعاني من توقف خطوط الإنتاج، مع مخاوف واضحة من فقدان آلاف الوظائف بسبب توقف العمل. في هذه الأثناء، اتخذت السلطات إجراءات تقشُفية حادة، منها عطلات حكومية قسرية لتعويض النقص في موارد الكهرباء والمياه، ما زاد من استياء المواطنين.

 

القمع الأمني للاحتجاجات الشعبية، كما حدث في رشت حيث هاجمت قوات النظام المحتجين مستخدمة الدراجات النارية، لم يزدّد الوضع إلا توترًا وغضبًا متصاعدًا في الشارع الإيراني، مع تكرار شعارات مناهضة للنظام تطالب بتحقيق حقوق أساسية.

 

مؤتمر “إيران حرة ۲۰۲۵” في إيطاليا: منصة دولية لدعم مطالب الشعب الإيراني وإنهاء أزمات الطاقة

في هذا السياق، جاء مؤتمر “إيران حرة ۲۰۲۵” المنعقد في العاصمة الإيطالية روما كحدث محوري يجمع قوى المعارضة الإيرانية وممثلي المجتمع الدولي لبحث الأزمات العميقة التي يعيشها الشعب الإيراني، خصوصًا أزمة المياه والكهرباء، التي تعتبر من أوجه الفشل الإداري للنظام السائد.

 

أبرز المؤتمر أهمية دعم وحدات المقاومة داخل إيران وتمكينهم من خلق بدائل ديمقراطية قادرة على مواجهة الهيمنة الاستبدادية، كما أكّد على أن الإصلاح الحقيقي والنجاح في تجاوز الأزمات لن يأتي إلا عبر تغيير النظام المتجذر في الفساد والديكتاتورية.

 

تحدثت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، في المؤتمر عن موجة الغضب والاحتجاجات من الشمال الإيراني وحتى الجنوب، معتبرة أن هذه الأزمات لن تُحل إلا بإسقاط النظام وقيام جمهورية ديمقراطية حرة. وشدد المؤتمرون على أهمية إشراك المجتمع الدولي للضغط على النظام لوقف القمع وحسن إدارة الموارد الوطنية الحيوية.

 

خاتمة

الاحتجاجات في رشت وغيرها من المدن الإيرانية تُعبّر عن حالة استثنائية من الغضب بسبب أزمة المياه والكهرباء التي تتفاقم بشكل مستمر، مما يعكس هشاشة النظام وقدرته المحدودة على تلبية أبسط متطلبات الحياة للمواطنين. مؤتمر “إيران حرة ۲۰۲۵” في إيطاليا يمثل صوتًا دوليًا وشعبياً متضافرًا يدعم حقوق الشعب الإيراني في التغيير الديمقراطي وتحقيق العدالة الاجتماعية والإدارية، من خلال إنهاء نظام القمع وتحقيق إدارة شفافة ومسؤولة للموارد الوطنية الحيوية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى