تصاعد عمليات شباب الانتفاضة في إيران: 30 عملية في طهران و18 مدينة أخرى تعبر عن إرادة التغيير

مع انطلاق السنة الخامسة والأربعين للمقاومة الوطنية الشاملة ضد نظام الملالي في إيران، شهدت البلاد موجة من العمليات البطولية التي نفذها شباب الانتفاضة في طهران و18 مدينة أخرى، تعبيراً عن استمرار النضال وتصعيد المقاومة ضد الفاشية الدينية التي تحكم البلاد. هذه العمليات ليست مجرد رد فعل عابر، بل هي جزء من حركة شعبية متجددة تستمد قوتها من تاريخ طويل من الكفاح والتضحيات.
خلفية تاريخية: يوم الشهداء والسجناء السياسيين
يعود تاريخ هذه المقاومة إلى 20 حزيران/يونيو 1981، عندما أمر خميني الحرس بإطلاق النار على مظاهرة سلمية شارك فيها نصف مليون من أنصار منظمة مجاهدي خلق في طهران، ما أدى إلى بداية موجة من الإعدامات الجماعية في سجون النظام. هذا اليوم أصبح رمزاً لانطلاق المقاومة العادلة في إيران، ويُعرف بـ”يوم الشهداء والسجناء السياسيين”، حيث يحيي الشعب الإيراني ذكرى الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والكرامة.
تفاصيل العمليات الأخيرة: شجاعة في وجه القمع
رغم الرقابة الأمنية المشددة وانتشار كاميرات المراقبة، أقدم شباب الانتفاضة على تنفيذ 30 عملية في طهران و18 مدينة أخرى، شملت إضرام النار في قواعد الباسيج التابعة للحرس في مدن مثل طهران، أصفهان، ورامين، قرچك، إليغودرز، سراوان، وآزادشهر (جرجان). هذه العمليات تعكس قدرة الشباب على تحدي النظام رغم كل الصعوبات والمخاطر.
كما شملت هذه السلسلة إحراق صور رموز النظام الكهنوتي، مثل خميني وخامنئي ورئيسي وقاسم سليماني، على جسور المشاة في مدن طهران، ملارد، وكرج، بالإضافة إلى إزالة أو إتلاف لافتات ولوحات مقرات التجسس التابعة للحرس في عدة مدن أخرى مثل مشهد، همدان، زاهدان، جرجان، شهركرد، بجنورد، بيرجند، بهشهر، جيرفت، وتاكستان. هذه الرموز التي يمثلها هؤلاء القادة أصبحت هدفاً مباشراً لغضب الشعب الذي يرفض استمرار حكمهم القمعي.
دلالات العمليات: رسالة قوية للنظام
هذه العمليات ليست فقط تعبيراً عن الغضب الشعبي، بل هي رسالة واضحة للنظام مفادها أن إرادة الشعب لا يمكن كسرها، وأن المقاومة مستمرة ومتجددة. الشباب الإيراني يثبتون يوماً بعد يوم أنهم ليسوا مجرد متفرجين، بل هم الفاعلون الأساسيون في صناعة التغيير، وأنهم مستعدون للمخاطرة بحياتهم من أجل مستقبل حر وديمقراطي.
الحل الثالث: خيار الشعب ومقاومته المنظمة
في ظل هذه الأجواء المتوترة، يبرز خيار التغيير الجذري الذي يقوده الشعب ومقاومته المنظمة كالحل الوحيد للخروج من أزمات إيران المستعصية. هذا الخيار يرفض المهادنة أو التدخلات الخارجية، ويؤكد على ضرورة بناء جمهورية ديمقراطية علمانية تحترم حقوق الإنسان وتضمن المساواة والعدالة. إن هذه العمليات البطولية هي تجسيد حي لهذا الخيار، حيث يعبر الشباب عن رفضهم للديكتاتورية بكل أشكالها، ويطالبون بمستقبل جديد.
الخلاصة
إن تصاعد عمليات شباب الانتفاضة في طهران والمدن الإيرانية الأخرى يعكس قوة إرادة الشعب الإيراني في مواجهة نظام قمعي لا يرحم. هذه العمليات هي جزء من نضال طويل ومستمر من أجل الحرية والكرامة، وتؤكد أن الشعب هو الفاعل الحقيقي في صناعة مستقبل إيران. دعم هذا النضال والمقاومة هو السبيل الوحيد لتحقيق التغيير الحقيقي وبناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الجميع.