اخبار العالم

تصاعد الأزمة الداخلية للنظام الإيراني بعد بيان البرلمان البريطاني

أثار بيان أغلبية البرلمان البريطاني في مايو 2025، الذي أيده 560 عضوًا من مجلسي العموم واللوردات، والداعم لخطة مريم رجوي العشرية وحق الشعب الإيراني في تغيير النظام، موجة من الاضطراب داخل النظام الإيراني. تزامن هذا البيان مع تصاعد التوترات في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، مما كشف عن انقسامات حادة بين قادة النظام وفاقم أزمته الداخلية.
ردود فعل النظام: الغضب والانقسام
أثار البيان البريطاني، الذي أشاد بخطة رجوي لإقامة جمهورية ديمقراطية علمانية وطالب بإدراج الحرس الثوري في قوائم الإرهاب، ذعرًا في طهران. وصف مسؤولو النظام، عبر وكالة فارس، البيان بـ”التدخل السافر”، محاولين التقليل من شأنه كـ”مؤامرة غربية”. لكن تصريحاتهم الغاضبة كشفت عن خوفهم من الدعم الدولي المتزايد للمقاومة. داخليًا، تصاعدت الخلافات بين الأجنحة المحافظة والإصلاحية، حيث اتهم المحافظون الإصلاحيين بالضعف أمام الضغوط الخارجية، بينما انتقد الإصلاحيون سياسات القمع التي تزيد من عزلة النظام. هذه الانقسامات تفاقمت مع فشل النظام في المفاوضات النووية، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في 20 مايو 2025 استمرار “الضغط الأقصى”، مشيرًا إلى أن العقوبات ستظل حتى التوصل إلى اتفاق، مما زاد من التوتر الداخلي.
تزامن ذلك مع تصريحات عباس عراقجي في 21 مايو 2025، الذي أصر على استمرار التخصيب “باتفاق أو بدونه”، رافضًا “الطلبات غير المنطقية”، مما أثار جدلاً داخليًا حول جدوى هذا التحدي. تقارير تشير إلى اجتماعات طارئة في طهران لمناقشة الرد على الضغوط الدولية، مع مخاوف من تصاعد أنشطة وحدات الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق.
تعزيز المقاومة وتأثير الدعم الدولي
عزز البيان البريطاني، إلى جانب قطعنامه الكونغرس الأمريكي رقم 166 في فبراير 2025، التي أيدها 223 نائبًا ودعمت خطة رجوي، من زخم المقاومة الإيرانية. ألهم هذا الدعم الشباب الإيراني، خاصة بعد مقاطعة الانتخابات الرئاسية 2022، وزاد من الضغط على النظام الذي يواجه أزمات اقتصادية واجتماعية. حاول النظام قمع الاحتجاجات بإعدام سبعة سجناء سياسيين في 2024، لكن هذه الإجراءات زادت من الغضب الشعبي. على وسائل التواصل، عبر الإيرانيون عن تفاؤلهم بالدعم الدولي، بينما كشفت تصريحات مسؤولي النظام، مثل عباس غولرو، عن محاولات يائسة لتشويه المقاومة. يرى مراقبون أن النظام، المحاصر بالضغوط الخارجية والداخلية، يواجه أزمة وجودية، مع تصاعد الانقسامات حول كيفية مواجهة هذا الوضع.
خاتمة
كشف بيان البرلمان البريطاني، بدعمه لخطة مريم رجوي، عن عمق الأزمة الداخلية للنظام الإيراني، خاصة مع تصاعد التوترات النووية. ردود الفعل الغاضبة والمنقسمة تعكس خوف النظام من فقدان السيطرة، بينما يعزز الدعم الدولي أمل الشعب الإيراني بمستقبل ديمقراطي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى