أزمة الكهرباء في إيران: فشل بنيوي وتعتيم ممنهج يكشفان عجز النظام

في ظل أزمة الكهرباء المستمرة التي تضرب إيران منذ أسابيع، تتكشف أبعاد الفشل البنيوي لنظام ولاية الفقيه في إدارة البنية التحتية للبلاد. لم تكن الانقطاعات الكهربائية المتكررة مجرد أزمة طاقة عابرة، بل هي نتيجة مباشرة لعقود من الإهمال والفساد، حيث أعطى النظام الأولوية لتمويل مشاريعه العسكرية والتوسعية على حساب الاستثمار في القطاعات الحيوية. ومع تصاعد الاحتجاجات في مدن مثل طهران وكرج ومشهد، يتضح أن النظام ليس فقط عاجزًا عن حل الأزمة، بل يلجأ إلى التعتيم الممنهج والقمع لإخفاء فشله، مما يزيد من غضب الشعب ويدفع البلاد نحو حافة الانفجار.
فشل بنيوي: إهمال البنية التحتية لصالح المشاريع العسكرية
تعاني إيران، رغم امتلاكها لأكبر احتياطيات الغاز في العالم، من أزمة طاقة خانقة تعود جذورها إلى عقود من سوء الإدارة والفساد. النظام الإيراني، بقيادة الحرس الثوري، حوّل مليارات الدولارات إلى تمويل ميليشيات في سوريا ولبنان واليمن، بينما تُركت البنية التحتية للكهرباء تتدهور. تقارير دولية أشارت إلى أن النظام أنفق أكثر من 50 مليار دولار على دعم نظام بشار الأسد وحده، بينما تفتقر محطات الكهرباء في إيران إلى الصيانة والتطوير. هذا الإهمال أدى إلى انهيار الشبكة الكهربائية، حيث تُقطع الكهرباء لساعات طويلة في مدن مثل طهران ومشهد، مما يعطل الحياة اليومية ويفاقم معاناة المواطنين. النظام، الذي يعتمد على القوة العسكرية للبقاء، يفشل في توفير أبسط الخدمات للشعب، مما يجعل الأزمة الحالية دليلًا على انهياره البنيوي.
تعتيم ممنهج: إخفاء الحقيقة بالدعاية والرقابة
بدلاً من مواجهة الأزمة، لجأ النظام إلى التعتيم الممنهج لإخفاء فشله. السلطات الإيرانية تبرر الانقطاعات بـ”زيادة الاستهلاك”، متجاهلةً التقارير التي تكشف عن نقص الاستثمار في قطاع الطاقة. الصحف الرسمية، مثل «كيهان»، تكرر روايات النظام، محظّرةً انتقاد الحرس أو مكتب خامنئي. النظام فرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام، حظر نشر تفاصيل الاحتجاجات، وأغلق حسابات ناشطين على مواقع التواصل حاولوا توثيق الأزمة. في طهران، تم اعتقال صحفيين حاولوا التحقيق في تأثير الأزمة على الاقتصاد، وزادت الدوريات الأمنية لترهيب المواطنين. هذا التعتيم، المصحوب بتصعيد القمع، يهدف إلى منع انتشار الغضب الشعبي، لكنه يزيد من فقدان النظام للشرعية.
الشعب الإيراني، عبر احتجاجاته في طهران وكرج ومشهد، يؤكد أن إرادته أقوى من أكاذيب النظام. هذا النضال يمهد لانتفاضة ستنهي نظام الفساد وتبني مستقبلًا للعدالة والكرامة.