اليمن.. سقوط صواريخ حوثية على مناطق سكنية يثير الذعر وموجة غضب شعبية

في تطوّر جديد يعكس هشاشة السيطرة الفنية للحوثيين على ترسانتهم الصاروخية، سقط صاروخان أطلقتهما الجماعة عن طريق الخطأ على مناطق مأهولة بالسكان، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا من المدنيين اليمنيين، وسط تصاعد الغضب الشعبي من تكرار مثل هذه الحوادث.
وقعت الحادثة الأولى عقب إطلاق صاروخ من منطقة النهدين جنوب العاصمة صنعاء، حيث انحرف عن مساره وسقط في سوق فروة وسط المدينة، متسببًا في عدد من الضحايا المدنيين يفوق أضعاف ما خلفه القصف الأميركي منذ بداية العمليات ضد الحوثيين.
أما في الحادثة الثانية، فقد فشل الحوثيون في إطلاق صاروخ آخر، لكنه سقط مباشرة في محافظة المحويت، متسببًا في أضرار بشرية ومادية جسيمة.
تأتي هذه الحوادث في وقت حساس يشهد فيه الملف اليمني تحولات لافتة، لا سيما مع الانسحاب التدريجي للخبراء الإيرانيين من اليمن، في إطار تفاهمات إيرانية-سعودية تهدف إلى تهدئة الأوضاع في الإقليم، تمهيدًا لمفاوضات محتملة بين طهران وواشنطن بشأن مستقبل الأمن الإقليمي.
وأفادت مصادر مطّلعة بأن الحوثيين، الذين اعتادوا على الدعم اللوجستي والتقني الإيراني، لم يُعدّوا العدة بشكل كافٍ للتعامل مع الأسلحة المتقدمة بعد مغادرة الخبراء الإيرانيين، ما أدى إلى ارتكاب أخطاء قاتلة في استخدام المنصات الصاروخية.
وقد فجّرت هذه التطورات موجة من الغضب بين المواطنين، الذين باتوا يشعرون أن الخطر لم يعد يأتي فقط من الطائرات الأميركية أو قوات التحالف العربي، بل من صواريخ الداخل التي تُطلق باسم “المقاومة” وتسقط على رؤوس الأبرياء.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تسقط فيها صواريخ حوثية على مناطق مدنية نتيجة خلل في التوجيه أو فشل فني، إلا أن وتيرة هذه الحوادث تزايدت في الأسابيع الأخيرة بشكل مقلق، مما يطرح تساؤلات جدية حول كفاءة الجماعة في إدارة ترسانتها العسكرية، وحول الثمن الباهظ الذي يدفعه المواطن اليمني بين نيران الداخل والخارج.