عن الأحداث الأخيرة في سوريا

لم يترك فلولُ نظام الأسد أيَّ حجةٍ لدُعاةِ السِّلم الأهلي في سوريا والعالم للدفاع عنهم. فما حدث في الساحل السوري لم يكن مجرد محاولة انقلاب يائسة، بل مقامرة حمقاء تؤكد أن الغباء هو القاسم المشترك في كل جرائمهم عبر العقود. لقد أعادوا أساليبهم الدموية المعتادة، فقتلوا وخانوا واغتالوا بدمٍ بارد، متوهِّمين أن روسيا و”قسد” ستتدخلان لإنقاذهم، وأن بشار الأسد سيعود بالباراشوت ليحكم من جديد.
رهانٌ خاسر
يحاول البعض تحليل أسباب هذه المعركة ودوافعها، لكن الحقيقة أن لا سبب لها سوى الغباء المطلق. السلطة الجديدة، رغم كل المآسي، مدَّت يد العفو والمسامحة، وسعت إلى بناء سوريا جديدة بلا ثأرٍ ولا دماء، لكن فلول النظام لم يفهموا سوى منطق القتل والغدر، وكأنهم لم يدركوا أن عقارب الزمن لا تعود إلى الوراء، وأن عهدهم قد انتهى إلى الأبد.
انتقامٌ مؤجَّل
نعم، ربما وقعت تجاوزات بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وربما سقط ضحايا مدنيون، لكن كم من أبناء الساحل والداخل السوري المقهورين ينتظرون هذه اللحظة، يودُّون الانتقام لأخوتهم وأمهاتهم وأخواتهم الشهداء والمصابين والمختفين قسراً في صيدنايا وتدمر! لكنهم صبروا، حتى قدمتم لهم كل الأسباب بغبائكم المعهود.
لا دفاع عن المجرمين
اليوم، لن يجرؤ أحدٌ على الدفاع عنكم. لا يمكن لأي شخص، مهما كان موقفه، أن يبرر جريمتكم الأخيرة دون أن يعترف بغبائكم. حتى من كان متردداً أو متسامحاً، بات يترحم على من قتلتم بالأمس. لقد ظننتم أنكم ستعيدون عقارب الساعة إلى الوراء، لكنكم لم تدركوا أن التاريخ لا يرحم، وأن سوريا الجديدة لا مكان فيها لكم.
انتهى زمن الأسد.
انتهى زمن التشبيح.
انتهى زمن الحقد الأعمى.
انتهى زمانكم، ولن يعود أبداً.