أحمد الشرع: رؤية رجل دولة من الطراز الأول
أحمد الشرع، رئيس السلطة في سوريا، يثبت مجددًا أنه رجل دولة من الطراز الأول يتمتع برؤية سياسية واضحة وعميقة، حيث عبّر عن مواقف صريحة تنم عن إدراكه العميق لتعقيدات الواقع السياسي المحلي والإقليمي. في تصريح له، أكد رفضه استيراد النظام البرلماني الطائفي القائم على المحاصصة التوافقية، معتبرًا أن هذا النموذج لا يصلح لسوريا، وهو موقف يتسم بالحصافة وبعد النظر.
رفض المحاصصة الطائفية: موقف صائب
أوضح الشرع موقفه بقوله: “لن نوزع الوزارات على المكونات كهدايا مثل البلدان المجاورة”، معتبرًا أن المحاصصة تعني تدمير سوريا. هذا الموقف يعكس فهمًا معمقًا لما جلبته أنظمة المحاصصة في دول الجوار، مثل لبنان والعراق، حيث أدت هذه الأنظمة إلى صراعات داخلية مستمرة وحالة من الموت السريري بسبب التدخلات الخارجية، خصوصًا تلك المفروضة من النظام الإيراني وعصاباته التي تحكم هذه البلدان بشكل فعلي.
رؤية واضحة لمستقبل سوريا
الشرع أبدى أيضًا وعيًا استراتيجيًا بمخاطر الإسراع في إجراء الانتخابات قبل بناء دولة قوية ومتماسكة. فقد أشار إلى أن إجراء الانتخابات في ظل الوضع الراهن قد يؤدي إلى تدخلات إقليمية ودولية، حيث ستُضخ الأموال للتأثير على تركيبة البرلمان السوري، ما يعيد إنتاج المشكلات التي تعاني منها الدول التي تبنت أنظمة المحاصصة الطائفية.
الاستقلالية السياسية
من خلال هذا التصريح، يؤكد الشرع حرصه على استقلالية القرار السوري، بعيدًا عن الوصايات الخارجية. فهو يضع نصب عينيه بناء دولة قوية قادرة على مواجهة تحديات الداخل والخارج، بعيدًا عن التجاذبات الطائفية والتدخلات الأجنبية.
موقف محمد الشرع يعكس رؤية سياسية نادرة في المنطقة، حيث يسعى إلى بناء نظام سياسي قائم على المواطنة والكفاءة، بعيدًا عن الانقسامات الطائفية التي أنهكت دول الجوار. إنه يثبت مرة أخرى أنه رجل دولة يدرك أن بناء سوريا قوية ومستقلة يتطلب رؤية بعيدة المدى وقرارات جريئة وحازمة.
بقلم تادي عواد