اخبار العالم

الجامعة العربية تحذر من الفتنة في سوريا بعد تهديدات ايرانية

التحريض الطائفي سيكون وسيلة إيران للعودة إلى الساحة السورية من خلال ادعاء حماية الطائفة العلوية.

حذرت الجامعة العربية الخميس من إشعال الفتنة في سوريا، ورفضت التصريحات الايرانية المُزعزعة للسلم الأهلي في سوريا، بعد إطاحة حليفها بشار الأسد فيما طالب الائتلاف السوري بمواجهة هذه التهديدات.

وتعتبر طهران الخاسر الأكبر من التحولات الجيوسياسية الحاصلة في سوريا وبالتالي لن يكون عليها من السهل التفريط في حليف سابق بتلك السهولة مع تراجع نفوذها في المنطقة بشكل كبير.
ويعتقد أن التحريض الطائفي سيكون وسيلة إيران للعودة للساحة السورية من خلال ادعاء حماية الطائفة العلوية وهو ما حذرت منه العديد من القوى في البلاد وفي المنطقة رغم أن الحاضنة العلوية لم تعد قادرة على تحمل تبعات مثل هذه السياسات، خاصة وأن السلطات السورية الجديدة تعهدت بحماية الاقليات، فيما أكد رئيس هيئة تحرير الشام احمد الشرع المعروف بأبي محمد الجولاني أنه سيعمل الى عقد اجتماعي بين الدولة والطوائف.

وشهدت حلب وبعض المناطق العلوية مظاهرات حاشدة بعد تداول تسجيلات لحرق مقام ديني علوي رغم تأكيد السلطات السورية الجديدة أن الفيديو قديم ويعود لفترة دخول المدينة.
وسقطت في الثامن من ديسمبر حكومة الأسد الذي فر إلى روسيا التي كانت مع إيران أكبر الداعمين له، بعد أن سيطر تحالف الفصائل المعارضة على المدن السورية الواحدة تلو الأخرى، وصولا إلى دمشق.

ومع سقوط الأسد، خسرت إيران حليفا رئيسيا في المنطقة، كما أضعف حزب الله، حليفها في لبنان، إلى حد كبير بعد عام على الحرب مع إسرائيل.
وشددت الامانة العامة للجامعة العربية على “ضرورة احترام كافة الاطراف لسيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، وحصر السلاح بيد الدولة، وحل اية تشكيلات مسلحة، ورفض التدخلات الخارجية المزعزعة للاستقرار”.

وبدأت السلطات السورية الجديدة الخميس عملية في معقل الأسد بعد اشتباكات دامية بين مقاتليها ومسلحين تابعين للحكومة السابقة.

وقالت الجامعة العربية “تتابع الأمانة العامة للجامعة العربية بقلق الأحداث التي تشهدها عدة مدن ومناطق سورية بهدف إشعال فتيل فتنة في البلاد”.

وتابعت “وفي ذات السياق، ترفض التصريحات الايرانية الاخيرة الرامية إلى تأجيج الفتن بين أبناء الشعب السوري، وتعيد التأكيد على ما جاء في بيان العقبة للجنة الاتصال حول سوريا من ضرورة “الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق وتقديم كل العون والاسناد له في هذه المرحلة الدقيقة واحترام ارادته وخياراته”.

والأحد توقّع المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي “ظهور مجموعة من الشرفاء الاقوياء” في سوريا مشيرا إلى أنه “ليس لدى الشباب السوري ما يخسره” لتندلع اشتباكات مسلحة في مناطق ذات غالبية علوية مثل طرطوس.

وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الخميس تقارير إعلامية لم يحددها بشأن “تدخل إيران في الشؤون الداخلية السورية” ووصفها بأنها “لا أساس لها”.
وأضاف في بيان أن إيران ملتزمة “دعم وحدة اراضي سوريا ووحدتها الوطنية وتبلور نظام سياسي شامل”. وانتقد قادة سوريا الجدد إيران لدورها في سوريا على مر السنين.

وندد الائتلاف الوطني السوري مساء الخميس في بيان نشره على منصة اكس بالتصريحات الايرانية

وقال البيان “يندد الائتلاف الوطني السوري بتصريحات النظام الإيراني التي تهدف إلى نشر الفوضى وزعزعة الأمن وخلق فتنة طائفية في سوريا” معتبرا أن طهران “تستخدم فلول نظام الأسد البائد وعملاءها في احتجاجات طائفية واستهداف قوى الأمن السورية بعمليات إرهابية أدت إلى استشهاد وجرح عدد منهم”.

وأكد أن “هذه الفئة من عملاء إيران وفلول النظام البائد لا تمثل الطائفة العلوية، التي أكدت عبر أكثر من بيان لوجهاء وشيوخ الطائفة وقوفها مع بقية الشعب السوري، وتأييدها لمحاسبة كل من تلطخت يداه بدماء السوريين”.

وناشد “الشعب السوري في هذه الأوقات العصيبة، بالالتزام بتعليمات القيادة العسكرية في المناطق التي شهدت توترات مؤخراً، حرصا على سلامتهم، من أجل عدم استغلالهم من قبل فلول النظام وعملاء إيران”.

وحمّل النظام الإيراني “كامل المسؤولية” عما حدث، وطالبه بـ”عدم التدخل في الشأن السوري”، وفق البيان ذاته معتبرا أن “سجل النظام الإيراني في سوريا مليء بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بالشراكة مع نظام الأسد البائد، وسوريا لن تدخر جهداً لمحاسبة كل من تورط في دماء السوريين الأبرياء”.
ولفت الائتلاف، إلى أن “سوريا اليوم بحاجة جهود جميع أبنائها للنهوض مجدداً بعد عقود القمع والاستبداد” معبرا عن دعمه “للإدارة السورية المؤقتة لتفعيل الآليات القضائية المستقلة والنزيهة والعادلة، لبدء محاكمة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب”.

وكتب وزير الخارجية السوري الجديد اسعد الشيباني على منصة اكس الثلاثاء “على إيران أن تحترم إرادة الشعب السوري وسيادة وسلامة بلاده”.

وأضاف “نحذرهم من نشر الفوضى في سوريا ونحملهم مسؤولية تبعات تصريحاتهم الأخيرة”.

المصدر: العرب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى