سأخبر الله بكل شيء
بقلم تادي عواد
كانت هذه الكلمات الموجعة آخر ما نُقل عن طفل سوري صغير عاش في ظل أبشع مأساة إنسانية عرفها التاريخ الحديث. هذه العبارة ليست مجرد كلمات، بل شهادة موجعة على الألم الذي عاناه ملايين السوريين خلال حرب مدمرة.
لقد كان هذا الطفل، الذي لم تُذكر قصته بشكل كامل إلا بعد رحيله، رمزًا للبراءة المذبوحة في وطنه. فبينما كان يواجه الظلم والجوع والخوف، نطق بآخر كلماته البريئة الموجهة إلى الله، في لحظة امتزجت فيها البراءة بالحقيقة المريرة. قال: “سأخبر الله بكل شيء”، وكأنه يحمل شكوى شعب بأكمله إلى خالق الكون.
عدالة السماءتتوالى الأحداث، وكأن عدالة السماء بدأت تأخذ مجراها. فالطاغية الذي دمر مدنًا وشرد شعبًا بأكمله، انهار نظامه، وتحررت سوريا من حكم آل الأسد الذين ارتكبوا المجازر بحق الشعب السوري طوال خمسين عامًا.
إن سقوط هذا النظام ليس مجرد نهاية لحكم استبدادي، بل هو أيضًا استجابة لدعوات المظلومين الذين رفعوا أيديهم إلى السماء في الليالي الحالكة. إن سقوطه شهادة على أن الظلم مهما طال، فإن للعدالة وقتها الذي لا تخطئ فيه.
إرث الطفل السوري
ذلك الطفل الذي قال كلماته ورحل لم يمت فعليًا؛ فقد ترك وراءه رسالة عميقة تمثل صوت كل طفل فقد بيته أو أهله أو أمله في وطنه. كلماته أصبحت رمزًا للمعاناة والأمل في آنٍ واحد، لأن الشعب السوري، رغم الجراح، ما زال يتطلع إلى يوم تتحقق فيه العدالة ويعود الوطن للجميع.
ختامًا، ستبقى عبارة “سأخبر الله بكل شيء” محفورة في ذاكرة الإنسانية، شاهدة على الظلم الذي عانى منه الشعب السوري، ودليلًا على أن للعدل ميعادًا لا مفر منه.