إيران تخفي حقيقة حجم الدمار الذي لحق بمفاعل نطنز النووي
ذكر تقرير استخباري إسرائيلي اليوم الأربعاء، أن الانفجار الذي وقع في منشآه نطنز الإيرانية النووية لتخصيب اليورانيوم تسبب في تدمير أكثر من نصف المفاعل تماما.
ولفت التقرير إلى أن المفاعل يحتوي على ثلاث قاعات تحتوي على أجهزة الطرد المركزي، وأن قاعتين دمرتا بالكامل، بينما تضرر جزء من القاعة الثالثة.
وحسب موقع ”ديبكا“ المعني بالملفات العسكرية والاستخبارية، لم يعد الإيرانيون يمتلكون القدرة على تشغيل ولو جهاز طرد مركزي واحد في القاعة المتبقية، لأن هناك أزمة في تدفق التيار الكهربائي إلى المفاعل.
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن استهداف منشأة نطنز النووية الإيرانية، تم بواسطة عبوة ناسفة تم تهريبها لداخل المنشأة، وأن الانفجار أحدث أضرارا كبيرة بأنظمة الكهرباء الأساسية والاحتياطية، بينما قدرت مصادر أن إيران قد تستغرق 9 أشهر لإعادة تخصيب اليورانيوم في المنشأة.
ويقول موقع ”ديبكا“ إن لديه معلومات استخبارية، بأن العبوة الناسفة التي انفجرت داخل المفاعل كانت قد زرعت هناك منذ عام 2019، إلى أن قررت جهة ما تفجيرها عن بعد.
وأضاف أن التصريحات الإيرانية بأن الأضرار التي لحقت بالمفاعل كانت طفيفة وأن العمل به استؤنف مجددا، والتصريحات بأن أجهزة الطرد المركزي القديمة فقط هي التي تضررت، كلها جاءت من أجل إخفاء حجم الضرر الكبير الذي لحق بالمفاعل.
وذكرت مصادر الموقع أنه لا يوجد أي أساس للبيانات الإيرانية، بما في ذلك الصادرة عن الرئيس حسن روحاني أمس الثلاثاء، بأن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60%.
ونوه إلى أن إيران أصبحت غير قادرة على تخصيب اليورانيوم لهذا المستوى، لا سيما أن غالبية أجهزة الطرد المركزي السريعة من طراز IR-6، التي يمكنها تنفيذ عمليات التخصيب تم تدميرها بالفعل.
وأفاد الموقع أن هذه الحقيقة تسببت في حالة من الغضب الشديد داخل القيادة الإيرانية، بما في ذلك قيادة الحرس الثوري، وهناك اتهامات ضد هيئة الطاقة النووية الإيرانية، ورئيسها علي أكبر صالحي، المقرب من الزعيم الإيراني علي خامنئي بالتسبب في هذا الانفجار.
وبحسب التقرير، تزعم مصادر داخل القيادة الإيرانية أنه على الرغم من المعرفة الكبيرة من جانب صالحي في المجال النووي، فإن الهيئة التي يترأسها يمكن اختراقها أمنيا واستخباريا بسهولة، وسط تساؤلات حول كيفية وجود عبوة ناسفة كبيرة للغاية في قلب المفاعل دون أن يلتفت إليها أي مصدر فضلا عن كيفية إدخالها إلى هناك، ولماذا لم تمنع الترتيبات الأمنية أمرا كهذا، في وقت شهد شهر تموز/ يوليو 2020 حادثة مماثلة.
وبين الموقع إمكانية افتراض أن هناك حاليا عمليات تمشيط وبحث في جميع المواقع النووية الإيرانية خشية وجود عبوات مماثلة داخلها.
كانت طهران قد أقرت بوقوع أضرار طفيفة جراء انفجار منشأة نطنز النووية، وزعم مندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، كاظم غريب آبادي، أن تخصيب اليورانيوم في المنشأة لم يتوقف بعد استهدافها.
وذكرت مصادر استخبارية لصحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، أن الحادث نجم عن انفجار قوي دمر أنظمة الكهرباء المستقلة الداخلية، وأن الدمار الذي لحق بمنشاة نطنز، شكل ضربة قوية لقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، وأن استعادة طاقة نطنز قد تستغرق 9 أشهر على الأقل.