كيف أسست إيران ميليشيات في فنزويلا لدعم مادورو؟
ذكرت شبكة “صوت أميركا” أن إيران أسست ميليشيات في فنزويلا لدعم الرئيس نيكولاس مادورو، الذي يحاول الاحتفاظ بالسلطة بالقوة أمام احتجاجات الشارع، وذلك من خلال ميليشيات حزب الله اللبناني وسلحتهم بأسلحة متطورة وتقوم بتدريبهم ودعمهم لوجستيا.
ونقلت الشبكة عن مصادر في الاستخبارات الأميركية أن كبار المسؤولين في نظام مادورو لهم صلات وثيقة مع ميليشيا “حزب الله ” اللبنانية، التي صنفتها الولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وذكرت أن نائب رئيس مادورو السابق، طارق العيسمي، الذي يخضع لقرار اتهام أميركي بتمويل حزب الله بعائدات من عصابة تهريب مخدرات في فنزويلا، التقى في سوريا الأسبوع الماضي مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث نقلت وسائل الإعلام الحكومية الفنزويلية عنه قوله إن ثمة “أوجه تشابه” بين النزاعين في سوريا وفنزويلا.
ولعب العيسمي دورًا رئيسيًا في تفكيك عملية انقلابية ضد مادورو العام الماضي عندما أمر بالقبض على حوالي 100 من ضباط الجيش. وقام أيضًا بتنظيم “مجموعات” شبه عسكرية لإسكات المعارضة، وأمدهم بأسلحة متطورة..
وقام غازي نصر الدين، وهو قائد مجموعة فنزويلية من أصل لبناني، بإدارة مركز تدريب وتجنيد شبه عسكري خارج صالة الألعاب الرياضية في وسط مدينة كاراكاس.
ونصر الدين مدرج في قائمة مراقبة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي “إف بي آي” بسبب ” تسهيله سفر أعضاء حزب الله من وإلى فنزويلا”. كما سافر كدبلوماسي إلى سوريا وإيران.
ويقول جيمس هومير، المحلل السياسي في واشنطن الذي يحاضر حول أميركا اللاتينية إن “إيران تلعب دوراً أكبر بكثير في تصميم الهيكل الأمني لفنزويلا مما هو معروف”.
وفي جلسة استماع أخيرة للكونغرس الأميركي، قدم هومير قائمة بأكثر من 2000 جواز سفر فنزويلي صدرت لأعضاء مشتبه بهم من حزب الله وحماس وجماعات متشددة أخرى تدعمها إيران.
وقال عميد الحرس الوطني الفنزويلي المتقاعد، ماركو فيريرا، لـ “صوت اميركا” إن بعض جوازات السفر صدرت عندما كان يعمل في مكتب الهجرة التابع لوزارة الداخلية تحت إشراف مستشارين أمنيين كوبيين.
وانضمت إيران إلى روسيا وكوبا وتركيا في إعلان دعمها لمادورو بعد أن سحب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، اعتراف الولايات المتحدة من حكومته، وألقى بثقله خلف الزعيم البرلماني، خوان غوايدو، في فبراير/شباط الماضي.
وفضلا عن ذلك، لدى فنزويلا وإيران مشاريع عسكرية مشتركة، بما في ذلك تصنيع الذخائر وطائرات بدون طيار، وفقًا لما قاله وزير الدفاع السابق في فنزويلا راؤول بادويل.
وشكلت إدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، وحدة خاصة للتحقيق في أنشطة إيران في فنزويلا، وفقًا لمديرها ديفيد آشر، الذي أخبر الكونغرس الأميركي أن الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، قام بحل فريقه خوفًا من أن تؤدي نتائجها إلى الإضرار بالمفاوضات النووية الإيرانية.
وذكر محللون أن إعادة فتح الرابط الجوي بين طهران وكاراكاس هذا الشهر هو أحدث دليل على تنامي دور إيران إلى جانب روسيا وكوبا في تعزيز الأجهزة الأمنية متعددة الطبقات التي تبقي الرئيس الفنزويلي نيكولا مادورو في السلطة.
وكان متحدثون باسم منظمة الطيران المدني الإيرانية أكدوا لوكالة “مهر” الرسمية للأنباء، أن طائرة ماهان كانت تقل مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية ومديري شركات الطيران.
ونقلت “صوت أميركا ” عن تقارير صادرة عن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أن ضباط قوة الحرس الثوري الإيراني يعملون تحت غطاء دبلوماسي في السفارة الإيرانية الكبيرة في كراكاس، حيث قدموا معلومات استخباراتية وغيرها من المساعدات للحكومة الفنزويلية.
وكان الأدميرال تورج حسني مقدم، نائب رئيس العمليات البحرية الإيرانية، صرح لوكالة “مهر” للأنباء في ديسمبر/كانون الأول بأن البحرية تريد إرسال أسطول مجهز “بطائرات هليكوبتر خاصة” في مهمة تستغرق 5 أشهر إلى فنزويلا.