تحت المجهر

أنا المواطن اللبناني أقرّ وأعترف (بقلم عمر سعيد)

أنا المواطن اللبناني أقرّ وأعترف اني :

– أستيقظ عند الخامسة صباحا كي أتحاشى عجقة السير …بسبب غياب السياسة المرورية..
– أشتري للضرورة سيارة ادفع ثمنها على مدى خمس سنوات ..بسبب غياب المواصلات العامة .
– أقوم بعملي على اكمل وجه ، ابقى احيانا ساعات اضافية ، اتحمّل تأفف رب العمل وتهديداته المباشرة بالطرد لأن طالبي العمل على ” قفا مين يشيل ” ….بسبب نسبة البطالة العالية وعدم ضمان حقوق اليد العاملة .
– أتوجه عند الصيدلي عند شعوري بالمرض لعجزي عن دفع التكاليف الطبية ….بسبب غياب التغطية الصحية .
-أشتري الدواء الاغلى في العالم …بسبب مافيات الادوية .
– أقدّم فواتير ادويتي لصندوق الضمان الاجتماعي فانتظر ساعات في طوابير الذل …بسبب الفساد الاداري .
-انتظر شهورا كي اتمكن من استرداد نسبة من قيمة فاتورة الادوية …بسبب الفساد البيروقراطي .
– أتلقى كل سنة مذكرات تطالبني بتسديد الزيادة على الاقساط المدرسية لاولادي ….بسبب الاحتكار التربوي للمدارس الخاصة .
– ادفع اغلى فاتورة خليوي في العالم …بسبب مافيا الاتصالات …
– استهلك : خضاراً مروية بمياه المجارير ، مواداً غذائية معلبة ممهورة بتاريخ صلاحية مزوّر ، لحوماً مجبولة بالهرمونات ، خبزاً مغشوشاً ….بسبب غياب الرقابة .
– أشتري مياهاً للشرب و اخرى للاستعمال المنزلي مع ان لبنان غني بالمياه كما درسنا …بسبب غياب التخطيط ،تحويل المياه الى دولة شقيقة وسرقة ما تبقّى منها من قبل دولة عدوة .
– أدفع فاتورتَي كهرباء …بسبب جشع السياسيين .
– أدفع أغلى فاتورة وقود لسيارتي ومازوت لتدفأتي بسبب مافيا الفيول .
-ألجأ دوما الىbroker insurance محل ثقة حتى لا أصاب بخيبة مالية في حال تعرضي لحادث ما …بسبب الاحتيال وعدم المحاسبة .
– أستجدي دواء السرطان لوالدتي من وزارة الصحة …بسبب غياب السياسة الصحية .
– اتنفس دخان السجائر والاراغيل السرطاني في الاماكن
العامة …بسبب عجز الدولة عن تطبيق القانون .
– أفاجأ يوميا بمقتل العشرات بحوادث السير…بسبب غياب صيانة الطرقات و عدم تطبيق القانون المروري او تطبيقه اعتباطيا او استنسابيا …
– أختنق من غازات النفايات و دخان المعامل …بسبب انعدام الرؤيا و المحاصصة السياسية والمناطقية .
– أُرغم على العيش محاطا بجبال جرداء عرّتها المقالع …بسبب المحسوبيات .
– اتحاشى التوجه الى المخافر في حال تعرضي للسرقة اوالاعتداء ….بسبب الاستهزاء بحقوقي …
– أتوجس من الاستحصال على باسبور او على بطاقة نقابية ما أو على طلب فيزا …. بسبب البيروقراطية الجوفاء .
– أخطط لاولادي من اجل مستقبل خارج وطني ….بسبب اغتصاب حقوق وحرية المواطن .
– أتحاشى زيارة مناطق عدة في وطني… بسبب تواجد الجزر الامنية فيها .
– أتألم للظلم الذي يطال معظم الموقوفين والسجناء …بسبب غياب العدالة .
– أخاف من الاصابة بالامراض المزمنة …بسبب عدم احترام كرامة المريض …
– أبكي على حال الاطفال ذي العاهات الجسدية والعقلية …بسبب غياب المؤسسات المتخصصة المجانية .
– أتوسل ربي كي لا يولد اطفالي مع صعوبات تعلمية …بسبب انعدام المراكز المتخصصة المجانية .
– أدفع باهظا جدا تغطيتي الطبية كي لا اموت امام باب المستشفى….بسبب احتقار دولتي للانسان .
– أشفق على اطفال الشوارع في وطني …بسبب غياب الزامية التعليم الابتدائي ..
– أخاف على أختي وابنتي من التعرض للعنف الجسدي ، النفسي …بسبب القوانين الذكورية.
– أعاني من اجحاف فظيع …بسبب عدم انتمائي الحزبي .
– أعيش حالة خوف من الآخر …بسبب الاستغلال الطائفي .

أنا هو هذا المواطن اللبناني …

وانا أقر وأعترف
بأن ” الثورة سبيلي الوحيد …
لاستعادة كرامتي
وحقي الطبيعي في الحياة الطبيعية

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button