لكل قوة صلاحية ، وتنتهي (بقلم عمر سعيد)
علمياً : برهان النظرية هو التطبيق ..
إذا ليس مهماً ما حصل أمس أو قبل الأمس ، وليست أسباب ما حصل بالمهمة ، لأن الأهم يكمن في فشل النظرية المقاومجية وبشكل نهائي .
فبعد أن ادعى حزب الله التقدمية وتحرير الشعوب ، ودفع الظلم عن الضعفاء ، ها و اليوم يؤكد أن كل ما سالت به الأحبار لصياغة نظرية هذا الحزب سقط أمس و أول أمس وفي أيامه السوداء بحق ثورة ١٧ تشرين ، كما سقط في السابع من أيار على منصة الواقع والتطبيق .
وأجمل ما نتج عن الفوضى والاضطرابات والتعديات والاعتداءات التي مارسها هذا الحزب بحق المتظاهرين السلميين هو تعزيز
اللا ثقة بهذا الحزب عند غالبية اللبنانيين .
والرقم ليست بالشيء المهم دقته ، لأن المشهد الذي نقلته منصات الإعلام و التواصل أمس وقبله لم يتوقف هناك ولن يتوقف .
فالذي حدث خلال يومين في الساحات ليس بالأمر المهم مقارنة بالذي حدث ويحدث وسيظل يحدث في داخل كل لبناني عاش أو رأى عن قرب أو بُعد ما حصل .
و النار التي من حولنا يمكن إطفاؤها ببعض الماء ، لكن النار التي اشتعلت تأكل الثقة عند اللبنانيين بهذا الحزب ؛ لا يمكن إطفاؤها بالتبريرات ، ولا بالإعتذارات ، ولا بسواها .
وستظل يشتعل هشير الثقة المفقودة حتى تتسع القطيعة بين حزب الله والشعب اللبناني ، وتغدو سميكة الجدران وجدا جدا .
وقد يقول البعض : ” وما فعل القطيعة هنا وأهميتها ؟ ”
ونقول : إن الذين يبقون خلف السلاح والمتاريس لا يمكنهم أن يناموا ليرتاحوا ، ولا أن يستخدموا كلتا اليدين في الانتاج ، لأن إحداهما مضطرة للبقاء على الزناد ، ومع الوقت يتحول حملة السلاح إلى ذئاب لا يثق بعضها ببعض ، والذئاب إذا مشت ، تبقى الكتف على الكتف خشية الغدر وبسبب انعدام الثقة .
والتاريخ حافل باندحار القوة والسلاح وهزائمهما ، فكم من امبراطورية عسكرية هزمتها حاجة الناس للحرية والعيش بسلام !
وللذين يظنون أن السلاح يحسن شروط التفاوض ؛ نقول : إن السلاح يقوض شروط التفاوض ، ويسقطها ، ويبيت النوايا ، ويضيع فرص الحلول الحقيقية لصالح قوى الأمر الواقع ..
وكل واقع متغير مهما عاندته الظروف .
إن في كل لحظة من لحظات الحياة فرصة لشن الف حرب مدمرة ، وأسهل ما يمكن توفيره هي أسباب الحرب .
غير أن السلام لا يصنعه إلا الخالدون في الأرض وفي السماء ، وأسبابه باقية بقاء الإنسان ..
خاصة أن لكل قوة صلاحية ، وتنتهي .
وما رأت عيني قوة أغشم من قوة السلاح .
والحرب وإن طالت ، لا بد ان تضع أوزارها .
عمر سعيد