انتصار قضائي بارز لعائلة عامر فاخوري ضد إيران وحزب الله

بقلم تادي عواد
في تطور قانوني مهم، حققت عائلة عامر فاخوري انتصارًا قضائيًا بارزًا ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمام محكمة فيدرالية أمريكية، في قضية أثارت جدلاً واسعًا حول دور إيران في لبنان وعلاقتها بحزب الله. تم رفع القضية بموجب قانون الحصانات السيادية الأجنبية (FSIA) في الولايات المتحدة، والذي يسمح للمتضررين من أعمال إرهابية أو انتهاكات حقوق الإنسان بمقاضاة الدول الأجنبية في حالات محددة.
خلفية القضية
عامر فاخوري، مواطن أمريكي من أصل لبناني، كان يدير مطعماً في ولاية نيوهامبشير الأمريكية. في عام 2019، قرر زيارة لبنان، حيث تم اعتقاله من قبل السلطات اللبنانية بتهمة التعامل مع إسرائيل خلال الحرب الأهلية اللبنانية. غير أن عائلته تؤكد أنه كان ضحية عملية اختطاف واحتجاز غير قانوني، تم تنفيذها بدعم وتوجيه مباشر من إيران وحزب الله.
الادعاءات الرئيسية في الدعوى
الاحتجاز والتعذيب: تدعي عائلة فاخوري أن عامر تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي خلال فترة احتجازه، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل سريع وتفاقم مرض السرطان الذي كان يعاني منه، ما أدى إلى وفاته في عام 2020.
التدخل الإيراني: تستند الدعوى إلى مزاعم بأن إيران كانت تعمل بشكل مباشر مع حزب الله للسيطرة على الأجهزة الأمنية والقضائية في لبنان، بما في ذلك المحكمة العسكرية والأمن العام، مما يجعل احتجاز فاخوري جزءًا من استراتيجية أوسع للسيطرة الإيرانية على لبنان.
قرار المحكمة
قررت المحكمة منح الحكم الغيابي بناءً على نطاق أضيق مما اقترحه المدّعون. وجدت المحكمة أن إيران مسؤولة لأن المدّعين قدموا “أدلة كافية” تثبت أن حزب الله احتجز فاخوري كرهينة. ومع ذلك، لم تصل المحكمة إلى نفس الاستنتاج فيما يتعلق بتعذيب فاخوري أو ربط وفاته بمعاملته في لبنان. وبناءً على ذلك، أمرت المحكمة بمرافعات إضافية لتقييم الأضرار المتعلقة بالاحتجاز فقط وليس التعذيب أو الوفاة.
تشمل الأضرار المتاحة بموجب FSIA التعويضات الاقتصادية، وأضرار الألم والمعاناة، والتعويضات العقابية. يطلب المدّعون في هذه القضية النوعين الأخيرين: التعويض عن الألم والمعاناة لورثة فاخوري، وتعويضات معنوية لأفراد أسرته عن المعاناة النفسية التي تعرضوا لها.
قررت المحكمة منح الورثة 1.5 مليون دولار، و1 مليون دولار لميشيلين إلياس، و750 ألف دولار لكل من الأبناء الأربعة، و5.5 مليون دولار كتعويضات عقابية. وبإضافة الفوائد السابقة على الحكم، تصل التعويضات الإجمالية إلى 2.1135 مليون دولار لورثة فاخوري، و1.409 مليون دولار لميشيلين إلياس، و1.05675 مليون دولار لكل طفل، و7.7495 مليون دولار كتعويضات عقابية.
تم الإفراج عن فاخوري في عام 2020 بعد ضغوط مكثفة من الحكومة الأمريكية، بما في ذلك تدخلات من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ووزير الخارجية آنذاك مايك بومبيو، والذين اعتبروا اعتقاله انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان ومثالًا على استغلال إيران لأجهزة الدولة اللبنانية.
الأبعاد القانونية والدبلوماسية للقضية
يمثل هذا الحكم سابقة قانونية مهمة، حيث يحمل إيران مسؤولية مباشرة عن انتهاكات حقوق الإنسان في لبنان، ويؤكد على تورطها في استخدام الأجهزة الأمنية اللبنانية لأغراض سياسية. قد تشجع هذه الخطوة ضحايا آخرين للتوجه إلى المحاكم الأمريكية لمحاسبة إيران على أفعالها في المنطقة.
التأثيرات المحتملة على حزب الله ولبنان
من المتوقع أن تثير هذه القضية المزيد من الضغط الدولي على حزب الله، الذي يعتبره الكثيرون أداة رئيسية في تنفيذ السياسات الإيرانية في لبنان. كما قد تفتح هذه القضية الباب أمام المزيد من الدعاوى القضائية ضد إيران وحلفائها في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تداعيات سياسية واقتصادية كبيرة.
خاتمة
تعد هذه الخطوة إنجازًا كبيرًا لعائلة فاخوري وللشعب اللبناني، الذي يسعى إلى تحقيق العدالة والمساءلة عن الانتهاكات التي ارتكبها حزب الله وإيران في لبنان. ومع تصاعد التوترات الإقليمية، قد تكون هذه القضية نقطة تحول في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، وتعيد تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه حزب الله في السياسة اللبنانية.