رسالة مورغان المبطّنة لمن يفهمها

بقلم تادي عواد
بينما كان الجيش اللبناني يستعرض غنائمه من ترسانة الميليشيات المصادَرة، وقفت مورغان تتصوّر وسط الأسلحة. لكن لا تنخدعوا بجاذبيتها، فمورغان ليست هنا لمسابقة جمال… إنها ترسل لكم رسالة مشفّرة، وعليكم فقط أن تفتحوا أعينكم لقراءتها.
مورغان حملت قذيفة إيرانية الصنع، وظهرت بين الأسلحة التي صادرها الجيش اللبناني. وكأي شيء مصنوع في إيران، لم يكن ظهورها مجرد صدفة عابرة.
في العلن، المشهد بسيط: أسلحة غير شرعية صادرها الجيش، وانتهى الموضوع. لكن من قال إن السياسة والأمن في لبنان يسيران وفق النصوص الظاهرة؟ في العمق، وجود مورغان بين هذه الأسلحة يثير أسئلة تتجاوز مجرد مصدرها. كيف وصلت؟ ومن استخدمها؟ ولماذا تظهر الآن تحديدًا؟ والأهم… ما الذي تريد أن تقوله؟
إيران حاضرة، حتى عندما تلتزم الصمت
لا يحتاج الأمر إلى خبير استراتيجي ليفهم أن هذه القذيفة ليست مجرد قطعة خردة. إنها رمز لحضور إيران العسكري غير المعلن، ودليل على أن تسليح بعض الجهات ليس مجرد اتهام سياسي، بل حقيقة ملموسة يمكن وضعها أمام الكاميرات. هذه ليست مجرد قطعة حديد، بل نقطة في خطاب القوة الذي لا يحتاج إلى كلمات.
لا تضيّعوا البوصلة
قد ينجرف البعض في التحليلات التقنية حول أداء مورغان ومدى كفاءتها، لكن هذا ليس الموضوع. مورغان ليست هنا لعرض إمكانياتها، بل لتمرير رسالة لمن يعرف كيف يلتقطها.
لا تنشغلوا بجمال المبعوثة الأميركية، بل ركّزوا على الرسالة التي تحملها. لأن الأسلحة قد تصدأ، لكن الرسائل تظل محفورة في معادلات القوة التي تحكم الدول.