اشترى ولاءه بالتومان الإيراني، فباع الحزب بالشيكل الإسرائيلي

بقلم تادي عواد –
في بلدٍ تزدحم فيه الأزمات أكثر من زحمة السير في ساعة الذروة، يطلّ علينا خبر جديد يخلط المأساة بالكوميديا السوداء. حزبٌ يدّعي الطهر والنقاء المقاوم، فإذا به مُخترق بأرخص الأسعار، حيث الولاءات تُباع وتُشترى كالخضروات، لكن بالعملة المناسبة هذه المرة: التومان الإيراني مقابل الشيكل الإسرائيلي.
فضائح بالجملة:
أجهزة الأمن اللبنانية – رغم محدودية إمكانياتها – فجّرت قنبلة من العيار الثقيل: اعتقال عدد من عناصر حزب الله بتهمة التعامل مع العدو الصهيوني. العدد المعلن حتى الآن “مثير للصدمة”، فما بالك بما لم يُكشف عنه بعد؟ أرقام كبيرة تجعلنا نتساءل: إذا كان هؤلاء هم الجنود، فما حال القيادات؟
تفسير الصدمات السابقة:
الآن بدأت الصورة تتضح! كيف استطاعت إسرائيل استهداف القيادات العليا في الحزب بدقة؟ وكيف دُمّرت مخازن الأسلحة الكبرى؟ يبدو أن العمل لم يكن مجرد “اختراق تقني” بل اختراق بشري بألوان الحزب وشعاراته.
سخرية الواقع:
الغريب في الأمر أن الحزب الذي قضى سنوات يتّهم الآخرين بالعمالة والخيانة، يتبيّن الآن أن العملاء ينبتون في حدائقه الخاصة. هؤلاء ليسوا “مدسوسين من الخارج” كما يحب الحزب أن يبرر دائمًا، بل هم من صُلب تنظيمه.
دعوة للتفكير:
لقد آن الأوان أن يعترف الحزب بالحقيقة المُرّة: الكارثة التي ضربت لبنان ليست إلا من صنيعه. بيديه جَرّ البلاد إلى مستنقعات الخراب والحروب العبثية. إذا كان الحزب فعلاً يدّعي حماية لبنان، فليس أمامه إلا تسليم سلاحه للجيش اللبناني، الجهة الوحيدة التي تحمل شرعية حماية الوطن.
الخاتمة:
“اشترى ولاءه بالتومان وباعه بالشيكل” ليست مجرد فضيحة عابرة، بل صورة مصغرة لواقع حزبٍ فقد بوصلته وأضاع شعاراته. أما لبنان، فقد حان الوقت لينتفض على هذه المسرحيات المملة التي لم تجلب إلا الخراب.