تحت المجهر

أوقفوا عصابات حزب الله قبل جر لبنان الى حرب أهلية جديدة

في تطور خطير يكشف عن حجم الفوضى الأمنية التي تعيشها البلاد، ضبط الجيش اللبناني شاحنة محملة بالأسلحة في بلدة الوردانية. وكانت محملة بـ “عبوات” وصواعق وقذائف صاروخية. وقد تم توقيف الشاحنة بعد أن فر سائقوها ومن كان على متنها. فيما كشفت التحقيقات الأولية الجهة التي تعود إليها الشحنة.

لا يمكن فصل هذه الحادثة عن النمط المستمر الذي تمارسه ميليشيا “حزب الله” في تهديد الأمن الداخلي للبنان، مستغلة نفوذها وسلاحها لفرض أجندتها على حساب استقرار الدولة. إن استمرار السماح لهذا الحزب بتكديس الأسلحة خارج إطار الدولة، وإدارة مخابئ عسكرية سرية على الأراضي اللبنانية، هو بمثابة إعلان حرب على سيادة الوطن وحق اللبنانيين في العيش بسلام.

إن المطلوب اليوم ليس فقط التحقيق في هذه الشاحنة المشبوهة، بل ملاحقة جميع مخازن السلاح السرية لـ”حزب الله” وحلفائه، وإعطاء الجيش اللبناني الضوء الأخضر السياسي لشن عمليات مداهمة واسعة تشمل كافة منشآت الحزب العسكرية داخل لبنان. لا يمكن السماح لهذا الحزب بالتصرف كدولة داخل الدولة، فالتساهل مع هذه الممارسات هو انتحار بطيء للدولة اللبنانية ومؤسساتها.

إن ما يجري يطرح تساؤلات حول نوايا الحزب، فهل يسعى إلى افتعال فتن داخلية؟ هل يريد ابتزاز اللبنانيين بوضعهم أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما القبول بسيطرته المسلحة، أو الانزلاق إلى فوضى الحرب الأهلية؟ هذه المعادلة التي يفرضها الحزب لا يمكن أن تستمر، وعلى الجيش أن يكون حاسماً في مواجهتها.

حزب الله ليس فوق القانون، ولن يكون مستقبل لبنان رهينة بيد ميليشيا مسلحة تخدم مصالح خارجية. المطلوب اليوم هو اتخاذ إجراءات حاسمة وجريئة لإنقاذ لبنان من قبضة هذه العصابات، قبل أن نجد أنفسنا في أتون حرب داخلية قد لا تبقي ولا تذر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى