تحت المجهر

التدقيق الجنائي، آخر معارك التيار الوهمية (بقلم ليبان صليبا)

نبدأ في الشكل، وجه الرئيس ميشال عون رسالة إلى المجلس النيابي طالباً التعاون في “إجراء التدقيق المحاسبي الجنائي في حسابات مصرف لبنان المركزي، مؤكداً ضرورة أن ينسحب التدقيق إلى سائر مرافق الدولة…”، ابراهيم كنعان من جهته دعا في مداخلته “إلى استكمال التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، #تمهيداً لتعميمه على كل مؤسسات وإدارات الدولة…”، جواب المجلس النيابي على رسالة الرئيس جاء كما يلي، “أن تخضع حسابات مصرف لبنان والوزارات والمصالح المستقلة والمجالس والصناديق والمؤسسات العامة بالتوازي للتدقيق الجنائي…”، ثلاث كلمات تؤكد عدم دقّة كلام ابراهيم كنعان حول إقرار التدقيق كما يرغب الرئيس وتياره: “ينسحب، تمهيداً، بالتوازي”…

لا أحد يملك القناعة بأن هذا التدقيق الجنائي سيجد طريقه إلى التنفيذ في عهد “حاميها حراميها” وهو سيتحول إلى قميص عثمان، ولكن مسار التدقيق من لحظة إقراره يؤكد حاجة التيار إلى انتصار وهمي يخرج به إلى الملأ وينادي به ليدعم نظرية “ما خلونا” غافلاُ عن أن مسألة الفساد لم تعد قضية داخلية يمكن لأي كان أن يخدع جماعته بشأنها بل باتت تحت أنظار العالم كله وأصبح الفساد بوابة لبنان إلى العالم الذي شهر سيف العقوبات في وجه الفاسدين…

معركة التيار الوهمية يستخدم فيها آخر وأقوى أسلحته في الخداع والرش على الحيطان مستعيداً مرحلة وجود عون في المنفى الباريسي، فيما يستكمل العهد وداعميه مسيرة ضرب المؤسسات وآخرها مؤسسة القضاء الذي أتته المذمة من ناقص، هذا التدمير الممنهج لمؤسسات وإدارات الدولة لا يمكن أن يكون عن عدم كفاءة وغباء بل عن سابق تصور وتصميم، مع المحافظة حتى الآن على المؤسسات العسكرية والأمنية لقمع اللبنانيين…

الأحداث تتسارع في المنطقة ومحور الممانعة يتلقى العقوبات وتجفيف موارده والضربات التي كان آخرها اغتيال مهندس “القنبلة النووية الإيرانية” محسن فخري زادة التي لا يمكن لإيران السكوت عنها حتى لو رغبت تفادياً لما هو أعظم بدليل الإنتشار والإستنفار العسكري في المنطقة، هذا الوضع قد يؤدي إلى خطوات يائسة نحن في لبنان لن نكون بعيدين عنها ولن يمكننا أن ننأى بأنفسنا عن أحداثها، وعلى اللبنانيين أن يستعيدوا روح المقاومة والمؤكد أن لبنان أصغر من أن يكون جائزة ترضية في أزمة بهذا الحجم، يبقى علينا أن لا نستسلم لما هو ليس قائماُ، وكما صمدنا حتى الآن، لا خيار لنا سوى المزيد من الصمود.

ليبان صليبا

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button