الباخرة “jaguarS”: القضاء يلاحق الوكيل البحري.. وشكوك حول عبث إيراني
لا تزال قضية رسو الباخرة الباخرة “jaguarS” المحملة بالمشتقات النفطية، و التي رست قبالة الزهراني، تثير الكثير والكثير من علامات الاستفهام، حول من أرسل ولمصلحة من، وإلى أين؟ والأعجب أن كل تلك الاسئلة تطرح وسط موت سريري لمؤسسات الدولة التي لم تعلم برسو الباخرة إلا من الإعلام ربما!
وقد أوضحت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع لـ”الشرق الأوسط” أن “القضاء اللبناني يلاحق الوكيل البحري المسؤول عن الباخرة التي رست مقابل منشآت النفط في الزهراني لمعرفة وجهة الباخرة وأسباب توجهها إلى لبنان، وما إذا كانت تلك الرحلة الأولى لها إلى لبنان، والتأكد من ظروف وصولها وما إذا كانت هناك جهات محلية تستورد الشحنة أو تسهل وصولها إلى المياه الإقليمية اللبنانية”.
ولفتت إلى أنه “كانت هناك مطالب لتحويل وجهة الباخرة نحو تركيا بناء على طلب الوكيل البحري، لكن القضاء اللبناني لم يوافق منعاً لتعريض لبنان لعقوبات، وهي الآن محجوزة لدى إدارة الجمارك مقابل منشآت النفط في الزهراني إلى حين انتهاء التحقيق”. وأشارت إلى أن “لبنان بعد انتهاء التحقيقات سيعيد الشحنة إلى اليونان، وسيتجنب أي عقوبات ولن يسمح لها بالدخول، لأن ذلك سيعتبر التفافاً على قانون قيصر”.
يذكر ان باخرة محملة بمادة البنزين، دخلت إلى المياه اللبنانية قادمة من اليونان، وهي لم تأت بناء لطلب أي جهة رسمية أو شركة خاصة. وإثر رسوها قبالة منشآت النفط في منطقة الزهراني، أكدت المديرية العامة للنفط في لبنان عدم علمها بالباخرة وأنها تجهل مصدرها.
البحث عن أياد إيرانية..
ليس مصادفة مرة أخرى أن تكون الجهات الحزبية المسيطرة على مصفاة الزهراني، مؤيّدة للنظام السوري ومعارِضة للعقوبات الاقتصادية عليه، وفي الوقت عينه تصل باخرة إلى قبالة المصفاة، محمّلة بالبنزين، ومن المفترض أن تكون وجهتها سوريا.
ونقل موقع المدن عن مصادر مطلعة عدم استبهعادها أن يكون لإيران علاقة بتلك الباخرة، “فيكون المقصود هو إرسال شحنة من المحروقات إلى سوريا كسراً للعقوبات الأميركية، وذلك عبر تغيير السفينة في اليونان، أو ربما أي دولة أخرى يسهل فيها إجراء تبديلات مماثلة، فتبدو الشحنة في هذه الحالة وكأنها يونانية وليست إيرانية. وهذا ما يفسّر أيضاً وجودها قبالة الزهراني، حيث سيطرة الثنائي”.
لكن لا تنفي المصادر “صعوبة الإجراءات في ظل السيناريو الإيراني، وإن كان التفريغ مرسوماً له أن يتم في الزهراني”.
تبقى الإحتمالات مفتوحة حيال مصدر الشحنة وسبب وجودها قبالة الزهراني تحديداً، لكن التهريب أو الاحتكار هو النتيجة الحقيقية، وليس على القضاء سوى امتلاك الجرأة للذهاب بعيداً في تحقيقاته.
راديو صوت بيروت انترناشيونال