“ذا ناشيونال” تحذّر من تكرار سيناريو 1984 في لبنان: الحريري تجاهل النصيحة الأميركية!
بعنوان “دور حزب الله في الحكومة اللبنانية الجديدة يسبب صداعًا للحريري”، نشرت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية مقالاً لمايكل يونغ، محرّر مدوّنة “ديوان” في مركز كارنيغي للشرق الأوسط أشار فيه إلى أنّ الأخبار التي تنتشر عن تشكيل حكومة جديدة ستشجع الكثيرين ممّن يزيد قلقهم من الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان، ولكن بانتظار تشكيل هذه الحكومة، سيبقى لبنان يتأرجح بانتظار سياسات عاجلة لمعالجة الدين العام المتضخم.
وتابع: “كل الدلائل تشير إلى أن الحريري تجاهل هذه التحذيرات، مع إصرار الحزب على هذه الحقيبة لأسباب عدّة، أولاً، بعد تضاؤل التمويل من إيران بسبب العقوبات الأميركية، يحتاج الحزب إلى وسائل أخرى لتقديم خدمات للناخبين غير الراضين عن تركيزه على سوريا في السنوات الخمس الماضية، إضافةً الى إمكانية الإستعانة بها لمعالجة الجرحى في الحرب السورية”.
وإذ أشار يونغ الى أنّ هناك قلقًا بين المسؤولين في لبنان حول الإعلان الأميركي بمعاقبة كلّ من يقدّم دعمًا ماليًا كبيرًا، سأل إن كانت واشنطن ستنظر في الرعاية الصحية المجانية لمقاتلي “حزب الله” على أنها “دعم كبير”.
وتحدث الكاتب عن الجو الذي عُرف بالإيجابية من قبل واشنطن والذي يظهر جليًا من خلال المساعدات الأميركية للبنان، ولكن هناك خشية من تغيّر هذا الجو بحال تسلّم الحزب وزارة الصحة. وبمجرد حدوث ذلك، سوف يتطلب الأمر الكثير لإعادة العلاقات إلى طبيعتها، مذكرًا بالعام 1984، حين خفضت الولايات المتحدة بشكل كبير من مشاركتها في لبنان، واستغرق الأمر أكثر من عقد من الزمن لعودة التعامل الأميركي الكامل مع لبنان.
ونبّه الكاتب من أنّ لبنان يعتمد كثيرًا على المعاملات بالدولار، والاقتصاد المفتوح، وسفر مواطنيه من وإلى الولايات المتحدة، لذلك لن يكون الأمر جيدًا له بأن يبعد واشنطن، لا سيما في الوقت الذي فقد فيه الكثير من الدعم الذي كان يحصل عليه من بعض الدول.
وأشار الكاتب الى أنّه من غير الواضح ما الذي دفع الحريري إلى تجاهل النصيحة الأميركية، لا سيما أنّه قضى الأشهر الماضية في الالتفات إلى كل شرط من شركائه في الحكومة. وقال: “قد يشعر رئيس الوزراء المكلف بأنه لا يدين بأي شيء لواشنطن، ولكن لبنان الضعيف ماليًا غير قادر على مواجهة الصدام مع قوة عظمى”. وختم الكانب قائلاً: “إذا كان قرار الحريري يجلب مشاكل جديدة، فسوف يلقي باللوم على نفسه فقط”.