عندما يسقط سقف الدولة. (بقلم عمر سعيد)
علن اليوم ورسمياً سقوط سقف الدولة اللبنانية فوق رؤوس مواطنيها ..
والخطير في ذلك الإعلان انه أتى من مجلس الأمة ..
ذلك السقف الذي شيده اللبنانيون أساساً كأعلى سقف للبنانيين كافة في وطنهم ..
وهذا الإعلان هو التأكيد الأبرز على أن لا مستقبل لهذه السلطة التي باتت فارغة المعنى والمضمون ..
على الناس في لبنان – بعد الذي حصل اليوم – البحث عن انتماءات جديدة غير كل تلك الانتماءات التي فشلت في لعب دور أعمدة السقف الوطني اللبناني ..
وتعويضها بانتماءات تؤكد لأطفال لبنان اليوم قبل غدٍ أنهم لن يكونوا ( أيلان الكردي ) ، ذلك الطفل الذي لفظ البحر جثته ، وتركه على الشاطىء منكباً على وجهه بلا وطن أو ملجأ أو قبر .
من يضمن لي إذا ما فشلت ثورة اللبنانيين لا قدر الله ألا أفقد وأسرتي بقاءنا في لبنان ؟!
فأنا اقرأ سلوك المظاهرات الشعبية في لبنان الطريق صوب ساحة النجمة إنما يأتي بمثابة اللجوء إلى بيتهم الأخير طلباً للخلاص ..
إلا أنه ظهر أنه بيت السلطة وحدها ، وكل تلك الكلمات والخطب التي ضجت تحت سقفه عبر دوراته عن القانون والدستور والحريات وحقوق المواطنين كانت مجرد خدع و أكاذيب ، سرقت صناديق الاقتراع من صاحبه الشرعي ( الناخب اللبناني ).
سقط العقد الوطني بين الناخب وممثليه ، و بات النزول إلى الشارع ضد هذه السلطة التزاماً أخلاقياً وطنياً لا خلاص منه ..
خاصة وأن أيام الثورة التي تجاوزت التسعين يوماً ، أكدت أن لا زعيم يستحق شعار بالروح بالدم ..
ذلك الشعار الذي فاحت منه رائحته الفاسدة ، فما عاد له أي أثر في النفس اللبنانية المخدوعة ..
سقطت الحكومة وسقط العهد وها هو مجلس النواب الملغق بصف القوى الأمنية سقوط كل السلطة اللبنانية إلى غير عودة .
عمر سعيد