الرّوائي عمر سعيد يوقّع ” من ببت الطّين إلى عنّايا”
كتب الرّوائي اللّبناني عمر سعيد بعد أن وقع روايته السادسة “من بيت الطّين إلى عنّايا” والصادرة عن دار المشرق. في معرض الكتاب العربي الدولي في بيروت يوم الأحد ٤-١٢-٢٠٢٢:
بقيتُ قرابة العشرِ سنوات، أحاول تسلّق الضّوء بصوتي، دون أن أصلَ.
كنت أظنُّ ألّا شيء يرفعني إلّا حبال من حنجرتي.
ثمّ اكتشفت أنّ صوتي لن يكون سلّمي إلى النّور.
كنت قبلها قد كتبت روايتي الأولى.
غير أنّي جَبُنْتُ عن إطلاقِ جناحيها أكثرَ من ربع قرن.
حتّى أيقنت أن صوتي لن يكفيني لأبلغَ القضيةَ الإنسان. خلعته عنّي، وارتديت الكتابة.
في معرض الكتاب يوم الأحد ٤-١٢-٢٠٢٢، أدركت أنّي ما كنت ميسرًا للغناء بغير أبجديّة.
راجعت سنوات الكتابة كلّها، وكيف كانت تدفعني أمامَها صبيًّا، فوجدتني أجمل صوتًا فوق الورق منّي فوق المسرح.
ووجدت أنّ المصفّقين لي في باحات السّرد والخيال أكثرَ حنوًّا ورأفة ونبلًا. كنت سعيدًا إذ أعييت صوتي.
أنا لا أقارن بين صوتي وصوتي، بل أقارن بيني وبيني إذا غنيت فمي بأصابعي.
كطيور آبت بعد هجرة باردة، حلقتم في سماواتي أمس. وكنتم وكنتن أجمل مواسم الضّوء، وأجزل دوالي الحب، وأعذب عشايا سهرٍ، غنّيتُ فيها.
شكرا لكم.
شكرا لأكفكم، تصافحني من خلفها قلوبكم.
شكرًا لأنكم حملتم مشقة الطريق والزمن وتفاصيل التّخلي عن أشياء لأجل أن نلتقي.
شكرًا لكم اقتناءكم كتابي على حساب الخبز، وكلنا يعلم مدى احتياجات أسرنا في زمن صعب وصعب.
شكرًا لأنّكم جعلتم الحبّ ينتصر على الرّغيف في معاركنا الجوانيّة.
شكرًا لأنّكم بعثتموني من جديد، وقد ولّدْتُم فيّ فرحًا ملأني حبّا وكتابة.
أحبّكم
عمر سعيد