صديقي كاشيار الفارسي/ عمر سعيد
أحب أن يكون لدي أصدقاء فرس، أستطيع أن أخبرهم وبحرية عن عدم حبي لأئمة من بلادهم حولوا الله إلى شيء أكرهه.
أحب أن أطلب منهم المساعدة في ترشيح كتب ينصحونني بقراءتها.
أحب أن يدعوني بعضهم لزيارة بلادهم، وإن اعتذرت بسبب الظروف المادية، يعوضونني بإرسال صور عن حياتهم اليومية.
أحب أن أستضيف صديقي كاشيار الفارسي في بلدي، وأن ألح عليه للمبيت ليلة في بيتي ووسط عائلتي اللبنانية، وأن أقدم له صحن تبولة، وأشرب معه كأسي وعصيره، دون أن أتصنع وأتكلف ضبط نفسي عن شتمه وشتم بلاده في سرّي، ولا أن يتكلف التبسم لي، وهو يضمر في نفسه احتقارًا للعرب.
أحب أن أخبره أن بيننا وبين سقوط كسرى أكثر من أربعة عشر قرنًا ونصف، وأن الحسين العربي، لا يعنيني كيف مات ولا من قتله بتاتًا، لأنه قد مات في بلاده وبين أهله وقومه، ولم يمت في لبنان ولا في الصويري تحديدًا، إنّما يعنيني أن يظل ذكره في نصرة المظلوم قائمًا بين الناس، ما دام الناس يبحثون عن الإنسان.
أحب أن أوضح له أنه مكذوب عليه كما كذب علينا، وعلى كثير من أبناء جارنا في الشرق وبعد الجنوب، وأننا جميعنا ضحايا خداع أهل السلطة، التي لا تليق بالإنسان.
أحب أن أوقظه فجرًا على صلاته، لنحتسي بعدها قهوة الصباح.
ثم يزور معي كنائس وطني وأديرته ومساجده، فيعرف أن حجارة جدرانها ليست من تراب وطنه، بل هي من عظام أهلنا الذين أصروا على عدم بنائها بما لا يليق بتقديسها.
فنحن شعب لا يسرق تراب الجيران ولا يدمر حدائقهم، مهما داهمنا الفقر.
أحبه أن يعرف أن لنا قديسين ورهبانًا ومشايخ ورجال فكر وتنوير، يفوقون آيات الله في بلادهم مكانة وقداسة في بلادنا، غير أننا لا نحب إذلال جيراننا، لنقدس أنفسنا، ولا نبيح دماء المختلف عنا لنملك السماء، فوطننا سماؤنا التي لا نستبدلها بأي سماء مهما زكتها كتب الله.
أحبه أن يفهم أن لعب دور الفائز على شعوب أنهكها حب وطنها كالشعب اللبناني والعراقي، لن يجعل من حاكم بلاده بطلا حقيقيًّا، لأن البطل الحقيقي لا يذل خصومه، وإن فاز عليهم.
أحبه أن يعلم أن ثورة نسائهم تجعلني أشعر باحترام شعبه، والصلاة لأجل تحريرهم من كل سواد لفّهم خلال نصف قرن من الكذب.
#عمر_سعيد