ثلاثي القوات-الاشتراكي-المردة صوت واحد ضد المحاصصة
المركزية- لم تعد سرّاً الاشارة الى ان “القوات اللبنانية” تشتمّ رائحة “صفقة” سياسية في ملف التعيينات الادارية بطلها “مسيحياً” رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل الذي يسعى للحصول على حصة الاسد فيها متجاهلا حق قوى مسيحية اخرى ممثلة في الحكومة وداخل مجلس النواب.
ومن اجل تغيير مسار قطار التعيينات الذي انطلق من محطة المحاصصة السياسية القائمة على الولاء الحزبي قبل عنصري الكفاءة والجدارة وتصويبه في اتّجاه الالية المُعتمدة منذ العام 2010 للاتيان بالشخص المناسب في المكان المناسب، تنقّل موفد رئيس الحزب سمير جعجع وزير الاعلام السابق على خط بعبدا-عين التينة حاملاً مقاربة معراب لاستحقاق التعيينات القائمة على مبدأ الكفاءة، وذلك تماشياً مع شعار “الاصلاح” و”مكافحة الفساد” الذي رفعه العهد شعاراً منذ انطلاقته، ذلك ان الاصلاح يبدأ باعتماد الشفافية والكفاءة في الاستحقاقات.
واوضح امين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم لـ”المركزية” “اننا كـ”قوات” لم ولن نطلب المشاركة في المحاصصة انما العودة الى الية التعيينات التي تسمح للكفوئين بالوصول الى المراكز الادارية لا المحسوبين على قوى سياسية”.
وقال “الوزير باسيل يحاول الاستئثار بالتعيينات الادارية استكمالاً “لتسلّطه” على الشعب اللبناني من خلال مؤسسات الدولة”، واضعاً كل المعارك السياسية التي يخوضها في خانة “تحقيق مصالحه الشخصية وطموحاته السياسية”، لافتاً الى “انه يريد الاستحواذ على حصة المسيحيين كاملةً في استعادة لتجربة “الترويكا” التي كانت سائدة مطلع التسعينات، ولا شك ان بعض الاطراف “موافقون” على استعادة “الترويكا”.
واذ اكد “اننا متفاهمون مع الرئيس سعد الحريري على عدم السماح باستئثار اي فريق بحصته في التعيينات، وهو ابلغنا انه لن يقبل بذلك”، لفت الى “اننا ناشدنا ولا نزال رئيس الجمهورية ميشال عون بان يستكمل إنجازات عهده بفرض الالية في التعيينات، علماً اننا نقلنا اليه عبر موفد جعجع “هواجسنا” من عملية استئثار للتعيينات وإستمرار مفهوم المحاصصة السياسية الذي يُعد السبب الاوّل في “فشل” الادارة العامة واستطراداً الدولة”.
وذكّر كرم “بأن اكثر ما يُعاني منه لبنان في الازمة الاقتصادية والسياسية المُستفحلة فشل الدولة في إدارة مؤسساتها واجهزتها، لان العدد الكبير من المسؤولين والموظفين تبوأوا مناصبهم نتيجة المحاصصة”.
ولاقى الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”تيار المردة” القوات في هواجسها من الاستمرار بمنطق المحاصصة في التعيينات على حساب الكفاءة والشفافية. وهما يتوجسان ايضاً من نيّة باسيل الاستحواذ على القسم الاكبر من الوظائف الادارية دون احترام الصفة التمثيلية لهم، وهو ما يطرح تساؤلات عن تشكيل جبهة موحّدة داخل مجلس الوزراء للتصدّي للاستئثار في التعيينات.
واوضح كرم “اننا سنكون على الموجة ذاتها داخل مجلس الوزراء عند طرح بند التعيينات، وسنكون صوتاً واحداً مطالباً بالعودة الى الالية المتّبعة منذ العام 2010 وعدم التسليم بمنطق المحاصصة”.
وعمّا اذا كان اعتراضهم سيدفعهم الى الخروج من الحكومة، اجاب كرم “كل شي بوقتو” واي خطوة نراها ضرورية لانقاذ الوضع، لن نتردد في اتّخاذها