لبنان

“التيّار” وعلامات العجز السياسي

بقلم هنري ضومط

“يحتفلون في ذكرى هزيمتهم”، بهذه العبارة اختصر مرجع سياسي جوهر الأزمة التي يعيشها التيار اليوم، بعد أن تحوّل 13 تشرين من ذكرى وطنية مؤلمة إلى مناسبة ضيّقة تبحث عن معنى، وعن شرعيةٍ مفقودة في زمن الأفول السياسي.

منذ سنوات، كان كثيرون داخل التيار يتساءلون همسًا: لماذا نُحيي ذكرى 13 تشرين؟

هل نحتفل بذكرى هزيمة كبرى وخسارة الحكم؟ أم نبحث عن مشروعيةٍ نستمدّها من حدثٍ أليمٍ أغرق البلاد في مرحلةٍ من التيه السياسي والعسكري؟

يقول المسؤول السابق: “لطالما شعرت أن فكرة إحياء هذه الذكرى تعني أن عجزًا سياسيًا يلاحقنا، إلى درجة أننا لم نعد نملك ما نقوله خارج حدود الماضي. لا إنجازاتٍ نتحدث عنها، ولا مشروعًا وطنيًا نعرضه، فتصبح الذكرى ملاذًا عاطفيًا لتعويض الفراغ.”

ويضيف: “لم نكن نفكّر بشيء سوى بأفكارٍ وطروحات تساعدنا على تثبيت حركتنا السياسية. حركتنا كانت فارغة في العمق، ومبنية على شخصيةٍ ارتدت لباس الشرعية، لا هدف لها سوى السلطة. لم يكن لدينا رؤية، بل هاجس دائم بكيفية تهشيم صورة الخصم السياسي.”

هذا العام، بدا العجز السياسي أكثر وضوحًا من أي وقتٍ مضى. فالوريث، في محاولته الحفاظ على صورة المؤسس، يكرّس الخطأ ذاته الذي رافق التجربة منذ بدايتها. وإن كان حريصًا حقًا على إرث المؤسس، “فما عليه سوى إبعاده عن الشاشات، والتوقف عن استخدامه درعًا سياسيًا في وجه الاعتراضات الداخلية”، كما يقول المصدر.

ويختم المسؤول السابق: “إنه عجز سياسي منذ النشأة، يظهر بوضوحٍ في زمن الأفول. من المعيب استعادة سرديات الماضي لمحاولة التعويض عن شيء فُقد في تجربة الحكم. فقد انتهت 13 تشرين يوم قرّر المؤتمن على الذكرى غضّ النظر عن مسؤولية نظام الأسد، وسامحه زحفًا على “براد” بحثًا عن الرئاسة الأولى، تحت عناوين خادعة من قبيل “المسيحية المشرقية” و”تحالف الأقليات.”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى