لا يُخدَع أحد : فالإصلاح بدأ بتغيير باسيل

بقلم: ساميا خدّاج
لم يكن جبران باسيل يومًا وزيرًا عاديًا، بل صاحب مشروع فساد متكامل. كهرباء ٢٤/٢٤ على ورق، بواخر بمليارات على بحر، معامل وهمية على ورق، سدود “منشّفة” وعقود مشبوهة نتيجتها ظلام شامل ومال منهوب..
ومنذ تحرير وزارة الطاقة ممن أُدرِج على قائمة المعاقبين دوليا، ما انكفأ باسيل الفاقد لأي مشروع سياسي عن التصويب ضد مهنية وزير القوات اللبنانية “جو الصدّي” وصولاً لعرقلة تفريغ باخرة عبر ازلامه بمخالفة قانونية لحكم قاضٍ. كيف لا، فالمعاقب لا ينتهج نقاشًا تقنيًا حول الطاقة بل معركة انتخابية يخوضها بحقيقة تمسّكه بشعار “ما خلّوني” ليبني إمبراطورية فساد محاولاً اليوم تشويه من يفككها باغتيال معنوي سياسي–إعلامي لجيوش إلكترونية واتهامات مدفوعة لحماية صورته الانتخابية بعد سنوات الفشل..
بتولّي الوزير “صدّي” وزارة المنظومة الباسيلية، جرأة حيث لا يجرؤ عليها آخرون. يدرك باسيل الذي حوّل الوزارة لماكينة انتخابية، وتوظيفات على قاعدة الولاء، وتلزيمات مدروسة وتدفق أموال لشراء نفوذ داخل التيار وخارجه، أن أي نجاح للوزير “الصدّي” يكشف خديعة وعود الصهر المدلل لسنوات ويعرّضه لخطر فقدان ورقة انتخابية يحاول التمسك بها لحماية تاريخه متناسياً ان حامي صفقاته من باخرة روسوس للمرفأ للمصارف للطاقة للخارجية للتجنيس وحلم الرئاسة..سلاح ايراني انهار لتنهار معه تحالفات وملفات تعمّد باسيل ابقائها مطموسة لحماية مملكته مع مشاركين له وصلوا مجلس النواب لا لتشريع قوانين بنّاءة بل للاستحصال على حصانة، تهرّباً من محسابة آتية لا محال..
وأما اليوم، ودون ان تمدّ وزارة الطاقة يدها للخزينة العامة، وبعد ٢٣ عاماً من عرقلة سياسية متعمّدة وخصوصاً من وزراء “التيار الوطني الحر” إذ وبتعطيلهم تطبيق القانون خوفاً من انكشاف ملفات هدر وفساد أغرقوا بها قطاع الكهرباء، حقّق وزير الطاقة “جو صدّي” ما عجزت عنه وعرقلته حكومات ووزراء تعاقبوا على الوزارة لأكثر من عقدين ليكون الانجاز الابرز: “تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء”..لا لتكون مجرد إجراء إداري وتحوّل إصلاحي جذري يفتح الباب أمام استعادة الشفافية بِفَصل السياسة عن الإدارة التقنية، وتعزيز ثقة المانحين، وجذب الاستثمارات المحلية لتمويل مشاريع إنتاج وتوزيع الكهرباء، بل صفعة تعرّي وتنهي زمن “الدكاكين السياسية لعيون الصهر” وتحويلها مؤسسة وطنية..
ولمن خرّب الكهرباء وكبّد لبنان 40 مليار دولار، واخافته الشفافية لأنهم غرقى بالفساد،
سقط شعاركم “للتغيير والإصلاح” ومعه كذبة “ما خلّونا” لحماية مملكتكم الشخصية، لا المسيحيين، أمام قرار إصلاحي واحد فضح حقيقتها. فشكراً “جو الصدّي” على مهنيتك، ولأنك كما القوات اللبنانية إذا أردتَ فأنت قادر، وإذا وعدت تفعل،وأما من ادّعى الإصلاح لعقود فما كان سوى أداة تدمير لمجتمعنا ووجودنا..
وختاماً…
لتكن مسيرة صهر الجنرال، خائن الجمهورية اللبنانية لعهدين، عبرة وطرح اسقاط الحصانة للحد من استخدامها “تهريبة” من المحاسبة لكل من اراد دخول الشأن العام من نواب ووزراء ومسؤولين..ولتكن الحصانة للبنان وشعبه لمرّة!