لبنان يواجه نفوذ حزب الله: خطوات حاسمة وسط أزمة إيران

في ظل تراجع الدعم الإيراني بسبب الأزمات الاقتصادية في طهران، تُبادر الحكومة اللبنانية بحملة جريئة لكبح سيطرة حزب الله على مؤسسات الدولة. تتركز هذه الجهود على تفكيك شبكات التهريب في مطار بيروت الدولي وتعليق الرحلات مع إيران، في خطوات تُعد الأقوى منذ سنوات. هل تُشير هذه الإجراءات إلى بداية استعادة السيادة اللبنانية؟
تفكيك شبكات التهريب
يُعتبر مطار رفيق الحريري، الواقع في منطقة نفوذ حزب الله، مركزًا رئيسيًا لتهريب الأموال والأسلحة من إيران. الحكومة اللبنانية بدأت حملة غير مسبوقة، تضمنت فصل عشرات الموظفين المرتبطين بالحزب، وتكثيف الرقابة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وفقًا لتقرير “وول ستريت جورنال” بتاريخ 11 مايو 2025. من النجاحات البارزة، اعتراض شحنة ذهب تزن 50 كيلوغرامًا كانت موجهة لتمويل أنشطة الحزب، مما وجه ضربة لخط تمويل حيوي. كما علّقت السلطات الرحلات الجوية المباشرة من إيران منذ فبراير 2025، لقطع مسار نقل الأموال والمعدات العسكرية.
تراجع الدعم الإيراني
يعاني حزب الله من ضغوط مالية بسبب الأزمة الاقتصادية في إيران، التي قلّصت دعمها المالي واللوجستي للحزب. تراجع نفوذ نظام الأسد في سوريا عطّل أيضًا مسارات تسليح الحزب. هذه الظروف دفعت الحكومة اللبنانية، بقيادة نواف سلام، لاستعادة السيطرة على المطار، حيث أكد سلام في مقابلة مع “وول ستريت جورنال” انخفاض التهريب والفساد. الجيش اللبناني بدأ أيضًا إغلاق معابر غير شرعية في الجنوب وتفكيك مستودعات أسلحة تابعة للحزب.
دعم دولي وتحديات مستمرة
ترحب الولايات المتحدة بهذه الإجراءات، معتبرةً إياها خطوة نحو استعادة السيادة اللبنانية. إسرائيل تواصل ضرباتها ضد مواقع الحزب، مما يُضعفه أكثر. رغم ذلك، يحتفظ حزب الله بنفوذ سياسي قوي، لكن هشاشته تزداد مع تقلص الدعم الإيراني. التحدي يكمن في استمرار هذه الإجراءات دون مواجهة رد فعل عنيف من الحزب أو حلفائه.
الخلاصة
لبنان يُبادر بخطوات غير مسبوقة للحد من نفوذ حزب الله، مستغلاً تراجع الدعم الإيراني. تفكيك شبكات التهريب في مطار بيروت وتعليق الرحلات مع إيران يُضعف الحزب ماليًا وعملياتيًا. رغم الدعم الأمريكي، يواجه لبنان تحديات سياسية لاستعادة السيادة، في ظل نفوذ الحزب المستمر.