لبنان

الكهرباء في لبنان: 23 سنة من “التعتير الوزاري”… وشمعة جوّ الصدّي!

بقلم تادي عواد

منذ أن أبصر قانون تنظيم قطاع الكهرباء النور في 2 أيلول 2002، دخلنا نحن اللبنانيين في تجربة فريدة من نوعها: كيف تبقى دولة بلا كهرباء، بلا هيئة ناظمة، وبلا خجل!

مرّ اثنا عشر وزيرًا على وزارة الطاقة خلال 23 سنة، تنوّعت أسماؤهم، لكنّهم جميعًا انتموا إلى محور الممانعة: محمد عبد الحميد بيضون (حركة أمل)، أيوب حميد (حركة أمل)، موريس صحناوي (محسوب على إميل لحود)، بسّام يمّين (تيار المردة)، محمد فنيش (حزب الله). ومن العام 2008 إلى العام 2025، توالى وزراء التيار الوطني الحر على وزارة الطاقة، وهم: ألان طابوريان، جبران باسيل، أرتور نظريان، سيزار أبي خليل، ندى البستاني، ريمون غجر، ووليد فياض.

لكنّ إنجازاتهم اجتمعت كلّها تحت عنوان واحد: “الصفر الكهربائي”. حوّلوا الوزارة إلى ما يشبه مختبرًا للفشل، جلسوا على كرسي الطاقة وكأنهم على أريكة في صالون… لا خطط، لا إصلاح، لا هيئة ناظمة، فقط بيانات، مؤتمرات صحفية، وفساد مستشري ولا كهرباء.

ثم، فجأة، وبدون سابق إنذار… جاء جوّ الصدّي.
رجل بلا خطابات مطنطنة، بلا “بروباغندا”، بلا صور… وفي شهرين فقط، فعل ما عجزوا عنه خلال ربع قرن: أنهى الإجراءات الخاصة كلّها بتعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء. ‏⁧الوزير جو الصدّي⁩ فعل في شهرين ما عجزوا عن فعله جميعهم طيلة 23 عامًا!

وهنا يجب أن نقف ونصفّق، لا لجوّ الصدّي فقط، بل لكل من يثبت، بالوجه الشرعي، أن لبنان لم يكن بحاجة إلى 23 سنة من الاجتماعات واللجان والدراسات، بل فقط إلى إرادة… قليل من الكفاءة، وكثير من التواضع.

تعيين الهيئة الناظمة للكهرباء قد لا يعيد النور فورًا إلى منازلنا، لكنّه بالتأكيد كشف شيئًا مهمًا: أن كل الأعذار السابقة لم تكن سوى عتمة سياسية، مقصودة ومدروسة، جعلتنا ندفع ثمن الكهرباء مرتين: مرة حين انقطعت، ومرة حين كذّبونا وقالوا إنها آتية “قريبًا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى