لبنان

نحو تحالفات جديدة لكسر هيمنة الثنائي الشيعي

بقلم تادي عواد

يبدو أن الثنائي الشيعي يوجّه أنظاره إلى الداخل اللبناني، مستعدًا لخوض الانتخابات النيابية المقبلة. في هذا السياق، لم يعد أمام القوى السيادية خيار سوى التكاتف ضمن استراتيجية واضحة ومتماسكة، تأخذ في الاعتبار ضرورة إيصال مرشحين شيعة معارضين على لوائحها، لكسر احتكار الثنائي للتمثيل الشيعي وإعادة التوازن إلى المشهد السياسي.

من يعتقد أن شعبية الثنائي الشيعي، وخصوصًا حزب الله، تراجعت في بيئته فهو واهم. إذ لا تزال إيران تضخ الأموال بسخاء، والإعلام الموالي يواصل حملاته المكثفة لترسيخ سردية المظلومية الشيعية، مما يمنح الثنائي قدرةً على المناورة والبقاء متماسكًا رغم الأزمات. هذا الواقع يفرض على القوى الرافضة لهيمنة الثنائي إعادة النظر في مقارباتها السياسية، إذ لم يعد مقبولًا المراهنة على تآكل شعبيتهما أو انتظار انشقاقات قد لا تأتي أبدًا.

المطلوب اليوم تشكيلُ تحالفٍ سياسيٍّ صلبٍ عابرٍ للطوائف، قادرٍ على مواجهة سطوة الثنائي وإحداث اختراقات حقيقية داخل بيئته. إذ لم يعد الاختراق السياسي داخل الطائفة الشيعية مجرد خيار، بل بات ضرورة وطنية لكسر الاحتكار وإحداث تغيير جذري في موازين القوى. وهذا يتطلب دعم شخصيات شيعية معارضة تمتلك رؤية وطنية واضحة، غير مرتهنة للخارج، وتقدّم مصلحة لبنان على أي اعتبار.

الانتخابات المقبلة ستكون معركة فاصلة، لا مجرد استحقاق عادي. فإما أن تستمر هيمنة الثنائي وتترسخ أكثر، وإما أن تنجح القوى السيادية في فرض واقع جديد يحدّ من نفوذهما سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا. المطلوب اليوم الجرأةُ في المواجهة، وتجاوز الحسابات الضيقة والانفتاح على كل القوى المتضررة من هذا الواقع الشاذ، لأن إنقاذ لبنان لن يكون إلا بتحالفٍ وطنيٍّ واسعٍ يتجاوز الاصطفافات التقليدية، ويضع حدًّا لهيمنة الثنائي التي أوصلت لبنان إلى الحضيض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى