مطار القليعات: هل يمكن تحويله إلى مطار دولي؟ التحديات والإمكانات

في كل أزمة، يعود الحديث مجددًا عن تشغيل مطار القليعات، فما هي إمكانياته، وما المدة اللازمة لتجهيزه للعمل؟
يقع مطار القليعات، المعروف رسميًا باسم مطار الرئيس رينيه معوض، في شمال لبنان، وتحديدًا في منطقة القليعات بمحافظة عكار. يعود تاريخ إنشائه إلى حقبة الانتداب الفرنسي، وكان لاحقًا قاعدة للقوات الجوية اللبنانية. وعلى الرغم من النقاشات المستمرة حول تأهيله ليصبح مطارًا مدنيًا، إلا أنه لا يزال غير مستغل بالكامل. فهل يمكن تحويله إلى مطار دولي؟ وما المتطلبات اللازمة لتحقيق ذلك؟
الإمكانيات الحالية للمطار
1. مدرج الطائرات
يمتلك المطار مدرجًا واحدًا بطول 3,000 متر، وهو كافٍ لاستقبال الطائرات التجارية متوسطة الحجم وبعض الطائرات الكبيرة.
يمكن توسيع المدرج أو تحديثه ليصبح مناسبًا لاستقبال الطائرات ذات المدى البعيد.
2. الموقع الجغرافي
يقع شمال بيروت، مما يجعله خيارًا مهمًا لتخفيف الضغط عن مطار بيروت الدولي.
قربه من الحدود السورية قد يجعله محطة لوجستية إقليمية.
بعده النسبي عن التجمعات السكانية يقلل من القيود البيئية والضوضاء.
3. البنية التحتية الحالية
يفتقر إلى تجهيزات حديثة مثل محطة متكاملة للمسافرين، برج مراقبة متطور، وأنظمة إدارة طيران مدني.
كان يستخدم أساسًا لأغراض عسكرية، لذا يحتاج إلى تأهيل شامل ليصبح جاهزًا للاستخدام المدني.
ما الذي يحتاجه المطار ليصبح دوليًا؟
1. تحديث البنية التحتية الجوية
تطوير المدرج لاستيعاب الطائرات الحديثة ذات الأحجام الكبيرة.
تركيب أنظمة ملاحية متطورة مثل نظام الهبوط الآلي (ILS) لضمان عمليات هبوط آمنة ودقيقة.
إنشاء برج مراقبة حديث بإمكانيات متقدمة لإدارة الحركة الجوية بكفاءة.
2. إنشاء مبانٍ لخدمة الركاب والشحن
محطة ركاب حديثة تستوعب آلاف المسافرين يوميًا.
مرافق شحن جوي متطورة لدعم حركة البضائع والتجارة.
3. تطوير البنية التحتية الأرضية
تحسين شبكة الطرق لربط المطار بالمدن الرئيسية والطرق السريعة.
تجهيز مواقف للطائرات وخدمات الصيانة.
تعزيز الأمن والجمارك والجوازات وفق المعايير الدولية.
4. الحصول على التراخيص الدولية
اعتماد المطار من قبل منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) والاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA).
تدريب الطواقم الفنية والإدارية وفق المعايير العالمية.
التحديات التي تعيق تحويل المطار إلى مطار دولي
على الرغم من أن تحويل مطار القليعات إلى مطار دولي يبدو ممكنًا نظريًا، إلا أن هناك عقبات رئيسية قد تعرقل المشروع، أبرزها:
التمويل: يحتاج المشروع إلى استثمارات ضخمة تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
الإرادة السياسية: هناك انقسامات سياسية حول المشروع، خاصة بسبب تأثير اللوبيات المرتبطة بمطار بيروت.
التحديات الأمنية: قرب المطار من الحدود السورية قد يطرح تحديات أمنية تتطلب خططًا واضحة.
المدة الزمنية المتوقعة لإنجاز المشروع
1. الدراسات والتخطيط (6 أشهر – سنة واحدة)
إجراء دراسات جدوى اقتصادية وفنية.
تحديد المتطلبات الهندسية والتقنية.
الحصول على الموافقات الرسمية من الجهات المحلية والدولية.
2. تنفيذ البنية التحتية (1.5 – 2 سنة)
تحديث المدرج وأنظمة الملاحة الجوية.
بناء محطة ركاب وبرج مراقبة حديث.
تطوير مرافق الشحن والخدمات الأرضية.
3. الاختبارات والتشغيل التجريبي (6 أشهر – سنة واحدة)
اختبار الأنظمة الأمنية والملاحية.
تدريب الموظفين والمراقبين الجويين.
تشغيل رحلات تجريبية محلية ودولية.
المدة الإجمالية المتوقعة
في الحد الأدنى: 3 سنوات إذا تم تنفيذ المشروع بوتيرة سريعة.
في المتوسط: 4 – 5 سنوات ليصبح المطار جاهزًا بالكامل.
الخلاصة
تحويل مطار القليعات إلى مطار دولي قد يكون مشروعًا استراتيجيًا مهمًا للبنان، نظرًا لموقعه الجغرافي وإمكانياته التوسعية. لكن نجاح المشروع يعتمد على تأمين التمويل، توافق القوى السياسية، وضمان الجاهزية الأمنية والتقنية.