فعلاً… نعمة العقل!

تعمّ الاحتفالات أرجاء الضاحية الجنوبية بشكل لم تشهده البشرية من قبل. مواكب سيارات تطلق العنان لأبواقها، والرصاص يتطاير في الهواء! ولِمَ لا؟ فالإنجاز عظيم، والنصر مبهر: حزب الله انتصر، ليس فقط على إسرائيل، بل على المنطق ذاته.
في تلك اللحظة التاريخية، وبعد معركة ملحمية لم يشهدها سوى خيال العباقرة، سيطر الحزب على مساحات شاسعة من أراضي “الكيان الغاصب”. نعم، احتلوا شمال إسرائيل… ودمروا كل البنى التحتية. أكثر من 45 بلدة إسرائيلية اختفت عن الوجود! كيف؟ لا تسأل، فالعقل والمنطق لا مكان لهما في هذا السيناريو.
أما الخسائر البشرية، فالأرقام أسطورية. الآلاف من الإسرائيليين لقوا حتفهم، وحتى قيادات الصف الأول والثاني في إسرائيل؟ انتهوا جميعاً! يا لها من معجزة! وها نحن نقترب من وعد المقاومة الكبير: “الصلاة في الأقصى” هذا الأسبوع.
وفي ختام هذا المشهد البطولي، قررت مواكب النصر ألا تقتصر على الضاحية، بل اقتحمت المناطق المسيحية لتشاركهم “الفرحة”. بالطبع، كيف يمكن للمسيحيين ألا يفرحوا بانتصار لم يحدث؟ أصوات الرصاص كانت “رسالة محبة”، والاحتفال في مناطقهم مجرد “تذكير بالنصر”.
باختصار، إنها لحظة نادرة حيث يختلط الخيال بالواقع، ويصبح النصر قضية… لا علاقة لها بما يجري فعلاً. أما نحن، فلا يسعنا إلا أن نشكر الله على “نعمة العقل”، ونأمل أن تُوزَّع هذه النعمة بالتساوي يوماً ما!