من هو نواف سلام الذي أجمعت المعارضة على تسميته لرئاسة الحكومة؟
نواف سلام دبلوماسي وقاضٍ لبناني بارز، وُلد في 15 ديسمبر 1953 في بيروت لعائلة سياسية معروفة. والده عبد الله سلام، وجده سليم سلام، مؤسس “الحركة الإصلاحية في بيروت” وعضو في مجلس المبعوثان العثماني عام 1912. عمه صائب سلام شغل منصب رئيس الوزراء اللبناني أربع مرات بين عامي 1952 و1973، وابن عمه تمام سلام تولى رئاسة الحكومة بين 2014 و2016. نواف سلام متزوج من الصحافية وسفيرة لبنان لدى اليونسكو سحر بعاصيري، ولهما ولدان: عبد الله ومروان.
التحصيل العلمي:
دكتوراه دولة في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس، عام 1992.
ماجستير في القانون من كلية الحقوق بجامعة هارفارد، عام 1991.
دكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون، عام 1979.
المسيرة المهنية:
محاضر في جامعة السوربون بين عامي 1979 و1981، حيث درّس التاريخ المعاصر للشرق الأوسط.
باحث زائر في مركز ويذرهيد للعلاقات الدولية بجامعة هارفارد بين عامي 1981 و1982.
محاضر في الجامعة الأمريكية في بيروت بين عامي 1985 و1989، إضافة إلى ممارسته مهنة المحاماة في مكتب يوسف تقلا.
مستشار قانوني في مكتب Edwards & Angell LLP للمحاماة في بوسطن بين عامي 1989 و1992.
أستاذ مساعد في العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتولى منصب مدير دائرة العلوم السياسية والإدارة العامة بين عامي 2005 و2006.
المناصب الدبلوماسية:
سفير ومندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك من يوليو 2007 حتى ديسمبر 2017.
خلال هذه الفترة، مثّل لبنان في مجلس الأمن، حيث انتُخب لبنان عضوًا غير دائم لعامي 2010 و2011، وتولى الرئاسة الدورية للمجلس في مايو 2010.
شغل منصب نائب رئيس الدورة الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة بين سبتمبر 2012 وسبتمبر 2013.
محكمة العدل الدولية:
في نوفمبر 2017، انتُخب قاضيًا في محكمة العدل الدولية للفترة 2018-2027، ليكون أول لبناني يشغل هذا المنصب.
في 6 فبراير 2024، انتُخب رئيسًا لمحكمة العدل الدولية لفترة ثلاث سنوات، ليصبح بذلك ثاني عربي يتولى هذا المنصب بعد وزير الخارجية الجزائري الأسبق محمد بجاوي.
المنشورات والأوسمة:
له العديد من الكتب والمقالات في مجالات القانون الدولي والسياسة، من أبرزها:
“لبنان في مجلس الأمن 2010-2011” (2013).
“خيارات للبنان” (2004).
حصل على وسام جوقة الشرف الفرنسي برتبة ضابط عام 2012.
العلاقات العائلية والسياسية:
ينتمي نواف سلام إلى عائلة سياسية بارزة؛ فجده سليم سلام كان مؤسس “الحركة الإصلاحية في بيروت”، وعمه صائب سلام شغل منصب رئيس الوزراء اللبناني أربع مرات بين عامي 1952 و1973.
التفاعل مع القوى السياسية:
دعم المجتمع المدني:
حظي نواف سلام بدعم من قوى المجتمع المدني وبعض الأحزاب الإصلاحية، خاصة خلال فترة الاحتجاجات الشعبية في لبنان، حيث رُشّح لتولي رئاسة الحكومة كبديل توافقي قادر على تنفيذ إصلاحات جذرية.
مواقف الأحزاب والقوى السياسية منه:
تباينت مواقف الأحزاب السياسية تجاه سلام؛ فبينما أبدت بعض القوى استعدادها لدعمه، تحفظت أخرى على ترشيحه. يُعد سلام شخصية محترمة ومثقفة، وهذا أمر لا جدال فيه. ومع ذلك، يرى البعض أنه يفتقر إلى الخبرة الكافية في التعامل مع المشهد السياسي اللبناني المعقد، لا سيما في مواجهة تحالف السلطة المحمي بالسلاح غير الشرعي. لذا، قد يُعتبر تعيينه في منصب رئيس الحكومة مغامرة غير محسوبة، ويفضّل هؤلاء الاعتماد على شخصية مجرّبة.
التحديات والانتقادات:
اتهامات بالانحياز:
واجه سلام اتهامات من بعض الأطراف بالانحياز إلى جهات دولية معينة، إلا أن مواقفه العلنية تؤكد التزامه بالمصلحة الوطنية اللبنانية ورفضه لأي تدخلات خارجية تؤثر على سيادة البلاد.
رؤيته السياسية:
لدى نواف سلام مواقف علنية ومقابلات إعلامية تكشف عن رؤيته السياسية. في مقابلة مع برنامج “المشهد” على قناة بي بي سي عربي، تحدث عن مفهوم “النأي بالنفس” الذي تبنّاه لبنان خلال الأزمة السورية، مشيرًا إلى التحديات التي واجهها هذا الموقف في ظل الانقسامات الداخلية. كما أعرب عن دعمه للقضية الفلسطينية، مستذكرًا اللحظة المؤثرة عندما تسلّم ملف فلسطين لتقديم عضويتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال رئاسته لمجلس الأمن في مايو 2010.
في مقابلة أخرى مع قناة بي بي سي عربي، أشار إلى تأثره بأفكار اليسار في شبابه ونضاله من أجل القضية الفلسطينية خلال فترة دراسته الجامعية، مؤكدًا أهمية تحقيق العدالة الدولية وتعزيز سيادة القانون.
يُعد نواف سلام شخصية مستقلة ذات رؤية إصلاحية تسعى إلى تعزيز سيادة القانون وتقوية مؤسسات الدولة اللبنانية. علاقاته مع السياسيين اللبنانيين متباينة؛ فبينما يحظى بتقدير من بعض الأطراف، يواجه تحفظات من أخرى، ما يعكس تعقيدات المشهد السياسي اللبناني.