لبنان

رغم موجة التفاؤل المصطنعة… لا رئيس جمهورية قريبًا

بقلم تادي عواد
بدأت وسائل الإعلام الموالية لمحور الممانعة تعميم موجة مصطنعة من التفاؤل حول قرب التوصل إلى حلٍّ لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. يقوم هذا الحل المزعوم على فكرة “رئيس توافقي” يُرضي جميع الأطراف، لكنه في الواقع رئيس صوري يفتقر إلى القدرة على اتخاذ القرار أو إدارة شؤون البلاد. الهدف الحقيقي من هذا الطرح هو إبقاء لبنان في حالة من الجمود والشلل، أشبه بموت بطيء يمتد لست سنوات إضافية.

رهان المحور الإيراني

بعد سلسلة خسائر مُني بها محور إيران، كان آخرها سقوط نظام بشار الأسد، وبعد أن عجز المحور عن فرض رئيس تابع له في لبنان، لجأ إلى خطوة أخرى. من خلال الرئيس نبيه بري وحلفائه، يسعى المحور إلى فرض رئيس “توافقي” يضمن استمرار الوضع الراهن ويحول دون أي محاولة جادة لإصلاح لبنان أو إنقاذه من أزمته الوجودية.

الرئيس بري، الذي يُعتبر بمثابة “طباخ المحور”، يسعى إلى تسويق هذا الخيار مستندًا إلى تجربة اتفاق الدوحة، التي أُجبر فيها فريق 14 آذار على القبول بإدارة الحكم عبر التوافق. لكن النتيجة كانت تعطيل المؤسسات وتدمير القضاء، ما أوصل البلاد إلى أزمتها الحالية. ومنطق التوافق الذي يطرحه محور الممانعة هو في الواقع ظرفي ومن طرف واحد، لأن هذا المحور يرفض الاعتراف بالخسارة أو تقبلها، وسينقلب على خصومه في اللحظة التي يجدها مناسبة.

في هذا السياق، استعان بري بـ”حصان طروادة” جبران باسيل لتسويق فكرة الرئيس التوافقي داخل الوسط المسيحي. باسيل، الذي تهيمن عليه مصالحه الشخصية، بدأ فورًا في الترويج لهذه الخدعة، مغلِّفًا السُّم داخل العسل.

فرصة المعارضة السيادية

أمام المعارضة السيادية فرصة تاريخية لتغيير مسار لبنان عبر إيصال رئيس سيادي قادر على إعادة بناء الدولة. هذه الفرصة قد لا تتكرر، ما يستدعي توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات لتحقيق هذا الهدف.

من الضروري أن تلجأ المعارضة إلى كل الوسائل المشروعة لإفشال مخطط المحور الإيراني، حتى لو تطلب الأمر تعطيل جلسات الانتخاب. فخسارة أشهر إضافية من الفراغ تبقى أقل ضررًا من قبول ست سنوات جديدة من الفوضى والشلل المقنّع.

الرهان على المستقبل يتطلب شجاعة الموقف ووضوح الرؤية. لبنان بحاجة إلى رئيس يعيد الهيبة للدولة والكرامة للمواطنين، لا إلى رئيس يُمدد للأزمة بوجه جديد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى