ما سبب الروائح الكريهة في بيروت التي تسبب بها القصف الإسرائيلي؟
شهدت العاصمة بيروت انتشارًا لروائح كريهة في مختلف أرجائها، أثارت شكاوى المواطنين الذين أشاروا إلى احتمال أن تكون تلك الروائح ناتجة عن الأسلحة المستخدمة من قبل العدو الإسرائيلي خلال الحرب على لبنان. لتوضيح الأسباب، استعنّا بخبير المتفجرات تادي عوّاد، الذي أوضح قائلاً:
“الروائح الكريهة الناتجة عن القصف بقنابل جو-أرض على المدن ترتبط بعدة عوامل، منها المواد المتفجرة المستخدمة في القنابل.”
المتفجرات المستخدمة في القنابل
تُستخدم في القنابل الجوية عدة أنواع من المتفجرات، مثل تلك الموجودة في قنابل Mk-82، Mk-83، وMk-84، بالإضافة إلى عائلة القنابل الموجهة GBU. وتشمل هذه المتفجرات:
1 – خليط ” Tritonal ” المصنوع من TNT (ثلاثي نتروتولوين) ومسحوق الألمنيوم بنسبة 80:20. يتميز بقوة تفجيرية عالية.
2 – خليط ” Composition H6 ” يحتوي على RDX وTNT ومسحوق الألمنيوم. يُستخدم في بعض القنابل لضمان تفجير أقوى.
3 – خليط ” PBXN-109 ” وهو متفجر بلاستيكي يعتمد على RDX. يستخدم في القنابل الأكثر تطورًا لزيادة الأمان والاستقرار الحراري (القنابل الموجهة الحديثة).
تنتج الروائح عن التفاعلات الكيميائية للمتفجرات. يُعزى ذلك إلى ما يُعرف بـ “ميزان الأكسجين”، Oxygen Balance، وهو سالب في متفجرات مثل TNT وRDX. مما يعني احتراق غير مكتمل ينتج عنه غازات، وفي القنابل المذكورة يضاف إلىيه مسحوق الألمنيوم لرفع درجة حرارة الانفجار بشكل كبير مما يؤدي إلى إنتاج غازات كيميائية مختلفة، مثل:
1. ثاني أكسيد الكربون (CO₂): ينتج عن تفاعل الألمنيوم مع الأكسجين في الهواء، وهو غير سام، لكن تراكمه يسبب صعوبة في التنفس.
2. أكسيد النيتروجين (NO₂): غاز سام يسبب تهيج الجهاز التنفسي، وله رائحة حادة مزعجة.
3. أكسيد الألمنيوم (Al₂O₃): يتسبب غباره الناتج عن الانفجار في تهيج الجهاز التنفسي.
4. الهيدروجين (H₂): غاز قابل للاشتعال قد يشكل خطراً في الأماكن المغلقة.
5. ثاني أكسيد الكبريت (SO₂): ينتج عن خليط PBXN-109، وله رائحة شبيهة بالبيض الفاسد، ويسبب تهيج الجهاز التنفسي.
6. مركبات عضوية متطايرة (VOCs): مواد سامة قد تسبب أضرارًا صحية عند استنشاقها.
عوامل إضافية للروائح
يضيف الخبير أن القنابل ليست السبب الوحيد للروائح الكريهة، بل تشترك معها عوامل أخرى، منها:
1. الحرائق: تنتج عن ارتفاع حرارة الانفجار، وتؤدي إلى احتراق مواد مثل البلاستيك والمطاط والكيماويات في المباني المستهدفة.
2. الخراب البيئي: تدمير البنية التحتية، مثل شبكات المياه والصرف الصحي، يؤدي إلى تسرب مياه المجاري وانبعاث الروائح.
3. الجثث والأنقاض: تحلل الجثث المدفونة تحت الأنقاض يُنتج روائح كريهة.
الخلاصة
مجموعة هذه العوامل، بدءًا من نواتج الانفجار الكيميائية وصولاً إلى الأضرار البيئية والبشرية، تفسر انتشار الروائح الكريهة في بيروت عقب القصف الإسرائيلي.