استهداف الحريري وصمت القبور…
التطاول الذي يمارسه الوزير السابق وئام وهاب على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ليس مجرد سجال اعلامي، أو سياسي محصور بأطرافه بقدر ما هو ترجمة لحملة منظمة تقف خلفها جهات خارجية وداخلية اتخذت كما يبدو قراراً بإخراج سعد الحريري من لبنان.
المفردات التي استعملها وهاب وهو المعروف بتلك المفردات لم تكن عملية اجترار لخطاب تخصص به ابن الجاهلية بقدر ما كانت بمثابة اطلاق نار واضح الأهداف على بيت الوسط وصاحبه لعل الرسالة تصله ومفادها عليك ان تغادر.
الابشع من عبارات وهاب وتطاولاته هو الصمت المطبق الذي مارسه الجميع تجاه هذه العبارات والتطاولات. حلفاء الرئيس الحريري وعلى رأسهم النائب وليد جنبلاط ووزراؤه ونوابه صامتون بالرغم من ان هذه الاساءات تكاد تصل الى مرحلة الفتنة الطائفية..!
شركاء الرئيس الحريري في التسوية صامتون لا بل اعلامهم يشارك بشكل مباشر او غير مباشر في ما يحصل.
أما الصمت الأكبر هو للقضاء والأجهزة الأمنية حيث لم يتحرك أحد أي أحد من كل هؤلاء وعبر القانون لحماية السلم الأهلي بالوقت الذي نرى القضاء والأجهزة الأمنية تلاحق النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي عند أي هفوة أو قول صنف بقاموسهم أنه يضر بالسلم الأهلي.
صمت القبور هو ما نعيشه تجاه الحملة التي يشنها الجميع عبر وئام وهاب على سعد الحريري. هو صمت القبور نفسه الذي عاشه الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما حصلت أزمة تنك الزيت وتوقيف قيادات من جمعية بيروت للتنمية. هو صمت القبور نفسه الذي عمّ مجلس النواب في 14 شباط 2005 عندما غادره الرئيس الحريري والكل يدرك ان قراراً باغتياله قد اتخذ.
بالمقابل تجاه ما يحصل أين الرد من قبل أنصار الرئيس الحريري؟ وأين الرد السياسي من قبل الطبقة السياسية والدينية المحيطة والقريبة أو الحليفة للرئيس الحريري؟
اشعال بعض الإطارات ومستوعبات النفايات، وقطع بعض الطرقات بعد مرور 24 ساعة على تصريحات وهاب يفرغ هذه التحركات من مضمونها وبيان منسقية بيروت لتيار المستقبل حول هذه التحركات والتنكر لها “يزيد الطين بلة” كما يقول المثل.
المطلوب هو تحرك جماعي يشارك به الجميع لمواجهة هذه المرحلة تحرك يشارك فيه المفتي ومعه كل المفتين، ويشارك فيه الرئيس نجيب ميقاتي بعد أن يخرج من خلف الباب، والرئيس تمام سلام بالعودة الى قصر المصيطبة، والوزير نهاد المشنوق بالانسحاب من الالتباس.
لقد قالها اللواء أشرف ريفي بوضوح نحن الى جانب الرئيس الحريري في هذه المواجهة بعيداً عن الخلاف فيما حلفاء الرئيس الحريري حكومياً وسياسياً صامتون صمت القبور.
الحريرية السياسية تعيش تحدياً مصيرياُ، تحدٍ يرسم المستقبل ليس للرئيس سعد الحريري بل للطائفة السُنّية برمتها.
ينقل أحد اللبنانيين القاطنين في الولايات المتحدة والمقرب من مراكز القرار في واشنطن ان كل المؤشرات تقول ان حزب الله ذاهب الى مزيد من الغطرسة الداخلية وان لبنان سيمر بأيام صعبة ويقول أيضاً ان…. كلام لا جرأة لنا على كتابته ليس خوفاً بل لأننا لا نريده ولا نحب أن يحصل…
المصدر : ايوب نيوز