إلى مسيحي لبنان .. (بقلم عمر سعيد)
جراح المواطن عميقة في هذا الوطن ، وألطف السعي أن يستفيق الجيل الجديد على وجوه تستطيع ان تتبسم وقلوب تستطيع ان تحب وأنفس تستطيع أن تصفح ، فالنفس أمارة بالسوء كما تقول السماء ..
ولبنان اليوم بحاجة لوحدتكم أكثر من أي وقت مضى ، ليس درءًا للجوع ومنعا للجريمة فقط ، بل لأجل رسالة الحياة الخالدة: السلام .
ولأجل الذي فتح اكفه منذ 2018 عاما لمسامير الظالمين ، وكلل جبينه بالأحمر النازف أبدا صلاة واصطبارا على قاتل ما مسه منه إلا الحب..
ولأجل الذين فروا من نار حرب أكلت معظم قلوبهم ، وخلفتهم أنصاف أجساد وأرباعها إيمانا منهم بأن الوطن روح المضحين الخالدة..
ولأجل أصوات لا زالت تصلي في عتم السجون للخلاص ، أولئك المفقودين القابعين في أعماق الوجع والبكاء المقهور ..
ولأجل من طحنوا عظامهم ولحمهم بملح إرادتهم مع تراب بلادهم ليؤكد خلطة الوطن النهائي للشهادة ..
ولأجل العيون التي ما ملت البكاء على غيابهم فوق التراب وتحته ..
ولأجل الخائفين من غدهم المهدد بالامتناع عن الوصول ..
ولأجل أطفال من حقهم أن يفهموا دورهم الحضاري في الأرض بمفهومه الثري انسانية ..
ولأجل كفار بوطن خذلهم فيه تأخر مجيء الإنسان ..
ولأجل امثالي ممن تبقوا على إيمانهم بالحب ..
أطلوا علينا بموسم مصالحة نهائي ، يحقق قيامة لبنان ، ويجمع كافة الشهداء والقديسين والفقراء في عيد محبة لا تهدد فيه المئذنة الجرس ، ولا يُحَرّم فيه على البراءة بريق التبسم في وجه الأخوة ، فأنتم بخور ترابنا وسمائنا ، وأنتم معول الخير في حقول قرانا وحدائق مدننا ، وأنتم بقايا إله الحب فينا .. وأنتم السلام الملوح بالنور من بعيد ..
فمني لكم السلام .. وعليكم مني في الارض والسماء كل السلام ..
عمر سعيد