التيار الوطني الحر لا يمكنه أن يحاسب (بقلم ليبان صليبا)
لم يبدأ الفساد مع دخول التيار إلى الحياة السياسية اللبنانية وقد أحسن التيار في استثمار هذا الفساد السياسي والمالي في انتخابات ٢٠٠٥ وحصد تسونامي وقضى على اللحظة المناسبة لثورة الأرز لاستكمال ثورتها في السياسة وتحصيل أكثرية نيابية موصوفة وقادرة على إعادة إنتاج الحياة السياسية في لبنان بعد انتهاء الإحتلال والإدارة السورية…
مع دخول التيار شريكاً سياسياً، بدأ عملية البيع والشراء والبحث عن دور يوصل رئيسه إلى بعبدا ووقع الخيار على حزب-الله فالمحور السيادي منتفخ بالشخصيات والقوى القادرة على سلوك طريق بعبدا، بينما في المقلب الآخر كان الكهل المدلّل لا شريك له ولا منافس، يُطاع ويطيع وحصل على مكاسب جعلته شريكاً متقدماً على الآخرين لا في السلطة فحسب بل في الفساد، وكان يقترب أو يبتعد سياسياً عن الأفرقاء الآخرين بحسب مصالحه دون أي اعتبار للمصلحة الوطنية وساهم في تعقيد الأمور في لبنان ظناً منه أنه يمتلك مفتاح الحلول في جيبه ومارس لعبة الإبتزاز والفتنة والفساد والفشل بحماية بئر العبد…
مع وصول العماد عون إلى بعبدا، اكتشف أن المفتاح في جيبه دون أسنان وغير صالح للحلول، وأن دور التيار كان افتعال الأزمات وتحصيل المكاسب، وقد تورط جداً وذهب بعيداً في استسلامه لولي نعمته وسقطت كافة الوعود التي أطلقها على مدى أكثر من ربع قرن لاستعادة الدولة ومحاربة الفساد واعتماد الكفاءة والعدالة والمساواة، ولكن عند الإمتحان، كان ما كان…
لم ينجح التيار في معالجة الملفات التي استلمها في حكومات العهد العوني، لا بل زادت سوءاً وهدراً وفساداً فأطلق شعار “ما خلونا” واعتمد ذر الرماد في العيون من خلال الإضاءة على فساد او شبهة فساد الآخرين، غافلاً عن قاعدة القشة في عيون الآخرين والخشبة في عينه…
لا شك أن العديد من المؤسسات بحاجة لإصلاح والعديد من الأشخاص بحاجة لتغيير، ولكن فشل التيار في تحقيق أي إصلاح وتغيير فعلي وفاعل في ملفاته، يجعله غير مؤهل لاختيار الأنسب والأصلح، وبات الإصلاح يتطلب البدء من إزالة آثار العدوان العوني ودعم قوى إصلاحية حقيقية غير متورطة في أي شائنة أو شائبة.
ليبان صليبا