الحكم من وراء حجب (بقلم عمر سعيد)
لقد صارت السلطة في لبنان بكل مكوناتها عورة ، والعورة لولا قبحها ما توارت ..
يحكمنا في لبنان عورات ثلاث في بعبدا وساحة النجمة والسراي الحكومي ..
وهي متوارية عن شعبها خلف جدران إسمنتية وأسلاك شائكة وبوابات معدنية محكمة الإغلاق كعقلية هذا الحاكم .
وها هي السلطة في لبنان تؤكد لشعبها والعالم سقوط قانونيتها وشرعيتها في بلدي ، وسقوط كل مخرجاتها ، فما اختباء السلطة خلف هذه الجدران إلا سقوط لكل الانتخابات الرئاسية والنيابية ، وسقوط للتكليف والتأليف وما سيلي .
بالأمس أطل علينا دولة حسان ذياب مدعياً أنه يمثل الثورة ، وأنه على اتصال مستمر بالثوار ، وها هو اليوم يستر عورته عن الثورة والثوار ، خلف متاريس الاسمنت والحديد ..
فأي ثورة هذه التي تمثلها دولتك ، وفي الوفت نفسه تختبىء عنها و منها ؟!
وأي ثوار هم أولئك الذين تتواصل معهم بشكل دائم ، وتضع بينك وبينهم هذه الحواجز التي تحول دون وصل هتافهم وثورتهم وجعهم عنك وعن حكومتك الاختصاصية ؟!
والسؤال المطروح برسم الفقهيين في القانون والسياسة والطوائف التي تغطي أهل الحكم في لبنان : هل يجوز أن يتوارى الحاكم عن شعبه الذي يدعي أن غالبيته مع الرئاسات الثلاثة ؟!
وأين التكنوقراط والاختصاص في حكومة كان أول إنجازاتها الاختباء خلف جدار ؟!
إن الحكم من خلف جدران ما هو إلا محاكاة لتجربة الكيان الغاصب مع أصحاب الأرض في فلسطين .
وهذه الجدران تؤكد لنا اننا قد بتنا شعبا مغتصب الحقوق ، وأن أرضنا محتلة ..
فهل تطلب السلطة التي تختبىء خلف الجدران منا ، أن ننتقل إلى نوع آخر من المقاومات لتحرير انفسنا والأرض ؟!
وهل هي تعمل بشكل متعمد لاستعادة الحرب الأهلية ، بغية تبرير فشلها وغطائها المسلح وتبرير اغتصابها للشعب والأرض ؟
لكن على هذه السلطة أن تعلم أننا لن نتخلى عن سلمية ثورتنا ، ولن نوقف تظاهراتنا خلف تلك الجدران مهما علت جدرانها وارتفعت ..
ولتبقى هي حبيسة إقامتها الجبرية التي فرضتها على نفسها..
ولتحكم من وراء جدر ما استطاعت ..
وما حكمها إلا باطل باطل باطل .
وما ثورتنا إلا منتصرة .
عمر سعيد