سمير جعجع أنقذ الحريري من الضربة القاضية
كتب المحامي كمال ناصيف وهو أحد المحازبين لتيار المستقبل..
شكرا دكتور سمير جعجع انقذت الحريري من الضربة القاضية.
فَعَلهَا جعجع وسمعَ لصوتِ شارعهِ، كانَ الحريري يظنُّ انَّ بامكانهِ عبرَ مستشاره الغطاس أن ينتزعَ قرارًا كبيرًا من الدكتور سمير جعجع بتسميتهِ لرئاسة الحكومة، بِحُجَّةٍ وحيدةٍ يَستَسِيْغُهَا الصغارُ من السياسيين، وهي النِّكايةُ مع باسيل، ولكن عند الساعة الواحدة من فجر اثنين الاستشارات أدركَ أنَّهُ مع القواتِ يصدقُ القول: “ما كل ما يتمناهُ المرءُ يدركُه”، وأدركَ رُبَّما للمرةِ الأولى أنّ مستشارَهُ الغطاس يفهم الأمورَ خطأً، كابنِ عمته المفاوضِ الضعيفِ في التسوية الرئاسية.
مسكينٌ سعد الحريري مع الخصوم، ومسكينٌ اكثرَ مع المستشارين، ومسكينٌ كذلك مع مجموعة رجال الدين المطبلين.
ربما يدرك سعد الحريري أنه من غير الممكن أن تتخلى عنه بعبدا، او عين التينة، او الضاحية، لكن ما لا يُدركُه انهم يرغبون به رئيسا مُكلَّفا بأصواتِ غيرهم، ليتمكنوا في كل لحظة من تحميله المسؤولية منفردا.
صحيح أن في السياسة اللبنانية كل شيء مسموح، ولكن يبقى هناك أناس يحفظون للود مكانًا، ورغم كل ما فعله المستقبل مع القوات،كان الحكيم اليوم المنقذ لسعد الحريري من الضربة القاضية، فيما لو أعلنَ موقفَ حزبهِ بعدم تسمية الحريري داخلَ بَهْوِ قصر بعبدا المنهك باسطورةِ الرئيس القوي، ولكنَّ جعجع يُبْقِي مع الحلفاءِ شعرةَ معاوية، فأعلنَهَا الواحدةَ فجرًا ليتسنَّى للحريري استدراكُ الاخطاءِ الكبيرةِ في مسيرة التكليفِ بالتوازي مع ثورة الشعب الوطنية.
برأيي رغم كل هذه السوداوية ما زال بامكان الحريري أن يستعيدَ شيئا من المكانة، والحضور، والثقة اذا ما انصرفَ الى المحاسبةِ السريعةِ لمجموع اللصوص والتافهين، وإذا ما ترك للعهد الضعيف أن يتدبرَ أمره في سنواته الباقية.
أخيرًا، شكرًا دكتور سمير جعجع أنقذت الحريري من الضربة القاضية.
(المحامي كمال ناصيف)